إيران والأردن تنفران من تركيا،وتستقبلان أربعة زعماء أرمن بحرارة

في الشهر الماضي، وسّع الأرمن روابطهم التاريخية مع العالم العربي والإسلامي، من خلال زيارة رئيس جمهورية أرمينيا بالتزامن مع زيارة بطريرك الأرمن في القدس الى المملكة الأردنية الهاشمية، وكذلك زيارة رئيس الوزراء الأرميني وكاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس لبيت كيليكيا آرام الأول الى جمهورية إيران الإسلامية.

رغم ما تحمله الزيارات الخارجية من طابع عادي، إلا أن الاستقبال الحار من قبل إيران الشيعية والأردن السنية للزعماء الأرمن يبرزحقيقة العلاقات الوطيدة بين هذه الدول الإسلامية والعربية مع الشعب الأرمني، وكذلكامتعاضها من سياسة الحكومة التركيةمع الإسلام المتطرف.

فقبل سنوات رحّب العديد من العرب والمسلمين برئيس حكومة تركيا حينها رجب طيب أردوغان، كسلطان عصري يدافع عن التطلعات الدينية والوطنية. وقررت الأردن ولبنان وسوريا وتركيا عام 2010 تشكيل منطقة للتجارة الحرة، وتعزيز التعاون والعلاقات الاقتصادية.لكن بدعمها للأخوان المسلمين وسياسة أردوغان الاستبدادية، وعمليات القتل ضد الأقليات الكردية واليزيدية والشيعية والعلوية والمسيحية أبعدت تقريباً كل دول الشرق الأوسط.

وتحول الحب العارم مع سوريا الى عداء علني، أما العلاقات مع مصر وايران والأردن والسعودية والامارات وخاصة إسرائيل فبدت في خصام.

ربما التوتر في المنطقة مع تركيا أضفى حرارة على استقبال الزعماء الأرمن في الأردن وإيران، من قبل شخصيات رفيعة المستوى، وجرت مناقشات بناءة وذات منفعة مشتركة. وإليكم أهم تلك المحطات في تلك الزيارات:

-التقى رئيس أرمينيا مع ملك الأردن عبد الله الثاني، ورئيس الوزراء عبد الله النسور، ورئيس الحكومة عبد الرؤوف الروابدة، ورئيس مجلس النواب عاطف طراونة. وتم التوقيع على اتفاقيات عدة من بينهم توأمة مدينتي يريفان وعمان. وقرر الزعيمان تشكيل لجان صداقة برلمانية مشتركة، وتوسيع علاقات التعاون في مجالات السياحة والطاقة والزراعة والصحة. وأبدى سركيسيان امتنانه لحكومة الأردن، لما قدمته من دعم حين لجأ الأرمن فترة الإبادة الأرمنية عام 1915 الى الأردن، وكذلك للاهتمام بمطالب الأرمن في الأردن. وشكر سركيسيان لرسالة حسين بن علي عام 1917 التي يدعو فيها المؤمنين لحماية الأرمن اللاجئين من الابادة. كما أعرب عن امتنانه للراحل الملك حسين، لما أبداه حينها من مساعدة إنسانية أرسلها الى أرمينيا خلال الزلزال الذي ضرب أرمينيا عام 1988.

كما حضر الرئيس الأرميني مراسم تدشين كنيسة القديس كارابيد على نهر الأردن، حيث قامت الحكومة الأردنية بتخصيص قطعة الأرض بناء الكنيسة.

من المثير جداً، بأن تركيا تقوم بدعم الأرهابيين الجهاديين لتدمير كنيسة الأرمن والمكرسة للإبادة الأرمنية في دير الزور، في حين تدعم الحكومة الأردنية بناء كنيسة أرمنية على ضفة نهر الأردن…

-التقى هوفيك أبراهاميان رئيس حكومة أرمينيا الرئيس حسن روحاني في إيران، وتم التوقيع على العديد من الاتفاقيات في مجال الثقافة والزراعة والطاقة. ونقل أبراهاميان دعوة الرئيس الأرميني لروحاني لحضور مراسم احياء الذكرى المئوية في يريفان في 24 نيسان 2015.

كما التقى أبراهاميان برفقة 7 وزراء بنائب الرئيس اسهاك جاهانكير، ووزير الخارجية محمد جواد ظريف، وزير النفط بيجان نادمار زنكاني، ومحافظ أصفهان رسول زركاربور الذي أثنى على دور الأرمن في تطوير أصفهان.

-التقى الكاثوليكوس آرام الأول رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني الذي أثنى على دور الأرمن في ايران، وقال: “تكّن ايران دوماً احتراماً عميقاً للأرمن في إيران، مع وجود تطور إيجابي دائم في العلاقات بين الإيرانيين المسلمين والأرمن المسيحيين”. كما تمت مناقشة الدور السلبي للحكومة التركية في المنطقة.

والتقى آرام الأول محافظ أصفهان وزعماء هيئات إسلامية للحوار بين الأديان والثقافات. وجرت دعوة عشاء للكاثوليكوس من قبل مساعد الرئيس الخاص للشؤون الدينية باسم الرئيس، حيث صرح الكاثوليكوس بأنه سيستمر في المطالبة بالعدالة من أجل الشهداء الأرمن.

إن الزيارات التي قام بها الزعماء الأرمن الى إيران والأردن تعزز الروابط الإيجابية المتينة بين البلدين المسلمين، وأرمينيا والشعب الأرمني، وتبرز عزلاً إضافياً لتركيا في الشرق الأوسط.

هاروت صاصونيان، رئيس تحرير “كاليفورنيا كوريير”

ترجمة ملحق أزتاك العربي للشؤون الأرمنية

Share This