الأيام الثقافية الأرمينية في سورية بدار الأوبرا بدمشق

دمشق- سانا

افتتح الدكتور رياض نعسان آغا وزير الثقافة في دار الأوبرا بدمشق في 24 أيلول الأيام الثقافية الأرمينية في سورية.

وأكد وزير الثقافة عمق العلاقات الثقافية بين البلدين والشعبين الصديقين في سورية وإرمينيا مشيراً إلى أن هذه العلاقات عميقة الجذور وتعود إلى عهد الأمويين الذين أبدوا كل احترام للثقافة المسيحية في ارمينيا وربما أسهم في توطيد هذه العلاقات كون الديانة المسيحية انتشرت في إرمينيا بفضل المبشرين السوريين السريان الذين أقاموا دعائمها هناك.

وأضاف نعسان آغا: وليس مفاجئاً أن يختار الكثير من الأرمن سورية وطناً لهم واستراحوا إلى القلب السوري الكبير فباتوا مواطنين سوريين يعملون يداً بيد مع إخوتهم لإعلاء صروح الوطن وإنمائه ولهذا نقول دائماً إن العلاقات بين البلدين والشعبين هي انموذج رائع للعلاقات بين البلدان والشعوب الصديقة. وأوضح وزير الثقافة أن العلاقات الثقافية هي انعكاس لمجمل العلاقات ولعلها توجت بالعمل الفني العظيم المشترك اسبارتاكوس.

ولقد امتزج الفن الأرمني بالفن العربي بشكل عام والفن السوري بشكل خاص فنجد أن الملحنين السوريين من أصل أرمني قدموا لكثير من الألحان التي تعيش في وجداننا ليس أولها الأغنية الشعبية (فطوم) ذات الأصل الأرمني الشعبي المعروف.

وألقى أرتور بوغوصيان معاون وزيرة الثقافة الأرمينية كلمة أكد فيها أن العلاقة الوطيدة بين البلدين الصديقين تظهر اليوم في أبهى صورها معرباً عن الشكر لوزارة الثقافة السورية وللسفارة الأرمينية التي أسهمت في إنجاح هذه الأيام الثقافية وقال: بفضل هذه العلاقة سنحصل على روءية جديدة وستتعزز العلاقات على الوجه الأفضل.

وأشار إلى أن المحادثات التي جرت بين الوفد الثقافي الأرميني في وزارة الثقافة اليوم أكدت على تطوير العلاقات الثقافية بين الشعبين والدولتين الصديقتين.

ثم تم عرض فيلم وثائقي بعنوان (جمهورية أرمينيا اليوم) أعدته وقدمته المذيعة السورية من أصل أرميني (ييرادو كريكوريان) وأخرجه المخرج السوري عبد القادر قويدر ويتحدث عن أرمينيا طبيعة وسكاناً وفناً وعمراناً.

ثم قدمت فرقة تاتول ألتونيان للغناء والرقص الحكومية في أرمينيا مجموعة من الألحان المحلية والرقصات الفولكلورية.

وكان وزير الثقافة افتتح معرضاً للصور الفوتوغرافية والسجاد اليدوي والأواني الفخارية المخصصة للملح ضمن التظاهرة ذاتها عند الثامنة من مساء اليوم في بهو المتحف الوطني حيث ضم المعرض أكثر من أربعين لوحة ضوئية للمصور الأرميني زافين ساركسيان تحت عنوان (الهندسة المعمارية الأرمينية) مثلت الكنائس الأكثر شهرة في أرمينيا والمنتمية للقرون الوسطى.

وعبرت قطع السجاد اليدوي الصنع ال 21 المعروضة عن مدى عراقة هذا الفن وهذه الصناعة القديمة في أرمينيا والممتدة إلى آلاف السنين والتي تدخل في حياة أهلها وتجسد الروح الشرقية لهذا البلد حتى وصلت شهرة ما يسمى البساط الأرميني إلى كافة أنحاء العالم وتم أخذ الكثير من النقوش والمنمنمات المعمارية في أرمينيا وأوروبا من زخارف هذه البسط المعبرة عن تفكير الإنسان الأرميني .

وكانت رسوم البسط الأرمينية تستخدم في لوحات الرسامين الأوروبيين في القرنين الخامس عشر والسادس عشر الميلادي وفي الوقت ذاته دخلت كلمة كاربيت الأرمينية والتي تعني البساط المنسوج في مفردات اللغات الأوروبية.

ومن المعروف أن البساط الأرميني ينفرد بنوعية الصوف التي ينسج منها وطريقة نسجه وبالألوان الزاهية التي تزين أرضيته الحمراء بنقوش عديدة ومتنوعة وأكثرها شهرة البسط المصورة بالحيوانات والزهور والرسوم الهندسية المختلفة كما كانت تنسج بسط بصور المشاهير والشعراء.

وتأتي الممالح التسع المعروضة كفرع من الفنون التطبيقية التي تظهر مدى الثقافة الاقتصادية لدى الشعب الأرميني وما للملح من قدسية لدى هذا الشعب لذلك جاءت هذه الممالح الكبيرة على شكل امرأة تمثل العطاء والخير ويوجد عدة أنماط منها مما ينتمي إلى فترات تاريخية قديمة وتم عرض بعض هذه الأنماط مما يوجد في متحف أرمينيا إلى جانب قطع فنية عديدة في المعرض من صنع فنانين معاصرين.

ويعتبر الملح مادة مقدسة منذ القدم في أرمينيا وكان يحفظ في جرات مقدسة بكل أنحاء البلاد ومما عرف عن هذه الأواني أنها ظلت تصنع من الطين والخشب وألياف الصوف والجلد حتى ثلاثينيات القرن الماضي وكانت تشكل على هيئة إنسان فهناك العديد من الأساطير والحكايات الشعبية التي تروي الكثير عن أهمية الملح وقد عثرت الاكتشافات الأثرية العائدة للعصر البرونزي أن في شعائر العبادة المتعلقة بآلهة الخصوبة (أناهيد) صممت ممالح على شكل أنثى ذات مقبضين أو أربعة مقابض في عدة مناطق من أرمينيا كما استخدم القدماء في هذا البلد الملح كمادة تستخدم لطقوس تقديس الثور الأبيض في دلالة على الرجولة وفي طقوس أخرى.

ورافق المعرض فيلم فيديو يمثل طريقة حياكة البساط الأرميني المتوارثة منذ القدم وحتى يومنا الحالي بالإضافة إلى عرض نماذج فريدة من الممالح الفخارية والخشبية وأشكالها المتنوعة مما تحفل به متاحف أرمينيا أو مما أبدعه الفنانون الأرمينيون المعاصرون.

مباحثات إعلامية ثقافية بين سورية وأرمينيا

دمشق-سانا

أكد الدكتور محسن بلال وزير الإعلام عمق علاقات الصداقة التي تربط بين سورية وارمينيا وضرورة تعزيزها في المجالات كافة ولا سيما في جانبها الإعلامي بما يخدم مصلحة الشعبين في البلدين.

وأشار الوزير بلال خلال لقائه اليوم آرتور بوغوسيان معاون وزير الثقافة الأرميني إلى أهمية توثيق التعاون الإعلامي بين البلدين وتبادل الزيارات والخبرات الفنية والتقنية على المستوى الإذاعي والتلفزيوني والإخباري والتكنولوجي وذلك انطلاقاً من دور الإعلام في حصد نتائج مثمرة على صعيد الارتقاء بالعلاقات الثنائية في مختلف المجالات السياسية والثقافية والعلمية والاقتصادية.

ولفت وزير الإعلام إلى الأيام الثقافية الأرمينية المقامة في دمشق وما يتخللها من فنون ومعارض تراثية وأمسيات فنية واسهامها في بناء قاعدة ثقافية تثري العلاقات القائمة بين البلدين مشيراً إلى ما يمكن أن تلعبه الأعمال الفنية والدرامية المتبادلة كوسيلة ثقافية وإعلامية تعزز التواصل والتقارب بين الشعبين في البلدين.

بدوره أشار بوغوسيان إلى العلاقات الوطيدة التي تربط الشعبين السوري والأرميني وضرورة تعزيز هذه العلاقات في ظل آفاق التعاون الواسعة بما يخدم المصلحة المشتركة لافتاً إلى أهمية تطوير التعاون الإعلامي ليسهم في ترسيخ هذه العلاقات

Share This