الأرمن في لبنان أحيوا ذكرى شهداء 6 أيار

أقامت مطرانية الأرمن الارثوذكس احتفالا لمناسبة السادس من ايار، أمام تمثال الشهداء في ساحة الشهداء وسط بيروت، في حضور النائب اغوب بقرادونيان، مطران الأرمن الارثوذكس شاهي بانوسيان، وأحفاد بعض الشهداء الذين شنقوا في الساحة وفاعليات أرمنية وبمشاركة طلاب من المدارس الأرمنية.

وقال المطران بانوسيان: “نجتمع اليوم في قلب بيروت النابض لاحياء ذكرى شهداء 6 ايار 1916 الذين سقطوا من اجل الحرية واستقلال لبنان، ولنتذكر معا تلك الحقبة السوداء حين تعرض الشعب اللبناني على ارضه لابشع مجاعة ومجازر نتيجة سياسة التجويع التي فرضها العثمانيون في لبنان والتي اطاحت بثلث سكان لبنان”.

أضاف: “من الطبيعي الاجتماع اليوم، لان الارمن شعب تعرض للابادة ما يعد سببا اضافيا لاحياء هذه الذكرى، فليس للشهادة وطن ولا قومية”. وختم: “نقف على هذه الارض التي اصبحت لنا وطنا ونتذكر هؤلاء الشهداء برؤوس مرفوعة ونحيي ذكراهم وذكرى جميع الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن لبنان وعن سلامته”، طالبا “من الرب ان يمنح بركته للوطن ويحميه من الاعداء والاخطار والمصائب”.

ووجه مفيد الخليل نجل الشهيد عبد الكريم الخليل تحية الى “الشهداء الذين قتلوا على يد جمال باشا”، وقال: “لا تبكه، فاليوم بدء حياته …الشهيد يحيا يوم مماته”، مشيرا الى ان “وقوفنا هنا اليوم لادانة القاتل نفسه في بيروت ودمشق والقدس كما في الاناضول وكيليكيا، ففي هذه الساحة علق جمال باشا 11 من خيرة الشباب العرب”، لافتا الى “ان الامكنة تعددت والقاتل نفسه وهو عدو الانسانية وعدو الحرية”.

واكد “انه من اجل الحرية استشهد مليون ونصف مليون من الارمن وامتزجت دماؤهم مع دماء شهداء بيروت ودمشق والقدس، معددا هؤلاء الشهداء الذين سقطوا في الساحة.

وتحدث عن القضية الارمنية، مؤكدا انها كانت في قلب عقل الشهيد عبدالكريم الخليل مؤسس المنتدى العربي في اسطنبول عام 1910 حيث كانت تجتمع الشبيبة العربية وتناقش القضية الارمنية وتتعاطف معها”.

ووجه تحية الى المليون والنصف مليون شهيد من الارمن في ذكراهم المئوية ولشهداء 6 ايار والجيش اللبناني والقوى الامنية وكل شهداء الوطن.

واكتفى حفيد الشهيدين فريد وفيليب الخازن كلوفيس الخازن بتلاوة جملة كتبت على مدفن الشهيدين: “عاشوا معا ماتوا معا ودفنوا معا في سبيل استقلال لبنان”، موضحا “اننا نعيش مع بعضنا البعض كما نموت كذلك لاجل استقلال لبنان”.

من جهته اكد احد منظمي الاحتفال سارو تافتيان انه “مهما مضت السنون وانقضت الايام فالدماء التي ازهقت ستظل تستصرخ الضمائر في استذكار ذلك اليوم المشؤوم الذي علقت فيه اجساد الابطال على المشانق بسبب اخلاصهم وتفانيهم من اجل لبنان”. وشدد على ان “البلاء والمصير الاستشهادي الذي ارتكب بحق الشعب الارمني في 24 نيسان هو ذاته الذي اودى بحياة الشهداء في 2 شباط و20 آب في 1915 في بيروت وكذلك في 6 ايار”، مشددا على ان “لا تنازل عن القضية”.

وتطرق الى المئوية الاولى للابادة الارمنية، معتبرا انه “تم احياؤها بشكل منقوص بسبب بعض الحسابات الضيقة”، معربا عن اسفه لانه لم يعلن يوم 24 نيسان يوما تضامنيا شاملا ولم يتخط حدود اقفال المدارس كي يتسنى للجميع المشاركة.ودعا الى “رد الاعتبار ليوم 6 ايار كسابق عهده كونه ذكرى شهداء لبنان وليس فقط شهداء الصحافة اللبنانية”.

الوطنية

Share This