العلوم في أرمينيا

1280px-Armenian_Academy_of_Sciences

تتطور في أرمينيا بنجاح شتى فروع العلوم التي تشمل أوسع مجالات المعارف الإنسانية. ويشرف المجمع العلمي في أرمينيا (هيئة أكاديمية العلوم الوطنية) على نشاط عشرات المعاهد للأبحاث العلمية فقط. ولقد أحرز العلماء الأرمن نجاحات بارزة في ميادين الفيزياء والسيبرنتيك والفيزياء النظرية للجزئيات الإلكترونية والرياضيات وتقنيات الحسابات الإلكترونية ونظريات المرونة واللدانة وتأثير الأشعة البيولوجي وغيرها من فروع العلوم. وكان مرصد بيوراكان الفلكي، كما ذكرنا، يتمتع في العهد السوفياتي بشهرة عالمية واسعة، ذلك المرصد الذي أسسه أحد أشهر علماء الفلك في العالم/ الأكاديمي فيكتور هامباردزوميان، رئيس أكاديمية العلوم في أرمينيا السابق، والعضو الفخري في أكاديميات العلوم والجمعيات الفلكية في بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة والنمسا وألمانيا وكندا وغيرها من بلدان العالم. ومن المؤسسات العلمية الهامة في أرمينيا معهد الكيمياء العضوية الدقيقة حيث يقوم عدد كبير من العلماء والتقنيين بعمل مثمر ومفيد للغاية.

فقبل أعوام اكتشف خبراء هذا المعهد عدة مستحضرات طبية ولا تزال تستخدم بنجاح في معالجة بعض أمراض القلب وتصلب الشرايين والذبحة الصدرية وغيرها. وتجرى دراسات نظرية وتطبيقية بالغة الأهمية في معهد الرياضيات والميكانيك. وقد ساهم علماء الرياضيات الأرمن بقسط هام في حل مشاكل نظرية الدالة. ونجح علماء الميكانيك في دراسة ظواهر متانة ولدانة الغلاف. ومنذ عدة عقود والدراسات الجدية جارية في ميدان نظرية القسيمات الأولية. ولهذا الغرض بالذات بادر الأكاديمي أرتيوم الياخنيان إلى تأسيس مركز علمى لدراسة الأشعة الكونية فوق جبل أراكاتز. إلا أن الدراسات الأخيرة أثبتت اتجاهاً جديداً لدراسة القسيمات الأولية. إن إنشاء المسرّع الإلكتروني الجبار في أيام الحكم السوفياتي في يريفان تحت إشراف الأكاديمي الياخانيان قد مكن معهد الفيزياء من استكشاف جزئيات ذات طاقة عظيمة. قام ويقوم كذلك معهد الجيوفيزياء وهندسة الهزات الأرضية بدراسات علمية هامة حيث يعالج بوجه خاص قضايا تطبيق الأساليب الجيوفيزيائية في دراسة ثروات باطن الأرض. وتعالج المعاهد العلمية التابعة لأكاديمية العلوم في أرمينيا بصورة مثمرة قضايا البيولوجيا أيضا، وبالأخص التركيب الكيميائي للدماغ.

وتعتبر أرمينيا في الوقت ذاته من المراكز العلمية والتعليمية الهامة في العالم للاستشراق وخاصة للدراسات العربية، نذكر منها قسم الاستعراب في معهد الدراسات الشرقية لدى أكاديمية العلوم الوطنية في أرمينيا وقسم اللغة والأدب العربي في كلية الاستشراق في جامعة يريفان ومعهد المخطوطات القديمة (الماتيناداران) وغيرها . ويقوم المستعربون الأرمن بجهد دؤوب في مجال دراسة ماضي وحاضر البلدان العربية والثقافة والتراث العربي من العصر القديم حتى أيامنا. وخلال السنوات الماضية نشر المستعربون في أرمينيا عشرات الكتب ومئات المقالات والدراسات العلمية واكتسبت بذلك المدرسة الأرمنية للاستعراب سمعة عالمية كبرى.

من كتاب “جمهوريـة أرمينيـا (دليل ثقافي – سياحي)” ، إعداد وإشراف: الدكتور أرشاك بولاديان، البروفيسور في العلوم التاريخية، وسفير جمهورية أرمينيا لدى الجمهورية العربية السورية. صدر الكتاب عن وزارة الثقافة – دمشق، 2010.

Share This