إحصاء الأرمن الذين قتلوا أو ماتوا

Genocide-victims1_41816 

في اواخر أغسطس سنة 1915 زارني في السجن أحد رفاقي في ديار بكر، وكان من أعز أصدقاء أحد الموكلين بقتل الأرمن ومن حديث إلى حديث انتقلنا لمسألة الأرمن. فقال أنه لحدّ هذا التاريخ أتلف من الأرمن داخل ديار بكر فقط (000 570) خمسماية وسبعون ألف نفس وهم من أهالي الولايات الأخرى من ديار بكر فاذا أضفنا الذين قتلوا في الشهور التي بعدها ومقدارهم 000 500 تقريباً. والذين اتلفوا في ولايتي بتليس ووان ولواء موش وهم 000 230 تقريباً والذين أهلكوا في ولايات أرضروم وخربوط واسطنبول وطرابزون وادنة وبروسة والرها (أورفه) والزيتون وعنتاب. ويقدرون نحو (000 350) ثلاثماية وخمسين ألف. وجدنا أن مقدار ما قتل من الأرمن ومات بالأمراض والجوع والعطش (000 200 1)  مليونا ومايتين ألف نسمة. فيبقى من الأرمن في ولاية حلب والمبعدين لسوريا ولدير الزور وفي البلاد الأخرى مثل أميركا، مصر وغيرها (000 300) ثلاثمائة ألف. ويبقى ال (000 400) أربعمائة ألف الذين هم في الروم ايلي التي استولى عليها دول البلقان. فيكون المجموع، (000 900 2) مليونا وتسعماية الف. هذا ما قدرت أن أفهمه من إحصاء الأرمن المقتولين. وقد قرأت عنهم للمقطم جملة اثبتها في كتابي كما يأتي:

حالة الأرمن

قال مكتب الطان من بال أن التقارير التي وردت من حلب في أوائل 1916 تؤيد وجود 492 ألف أرمني من المنفيين في جهات الموصل وديار بكر وحلب ودمشق ودير الزور.

وقد قدر طلعت بك وزير الداخلية العثمانية عدد الذين نفوا من الأرمن بثماني مائة ألف نسمة، وقال أن ثلاث مئة ألف منهم نقلوا أو ماتوا في خلال الأشهر الأخيرة.

وقد جاء في احصاء آخر أن عدد المنفيين من الأرمن (000 200 1) نسمة وأن الذين قتلوا في منافيهم خمسماية ألف نسمة على الأقل ( المقطم 30 مايو سنة 1916 نمرو 8270).

عشائر العرب والأرمن

لما قربت من ديار بكر مررت بعشائر كثيرة من العرب فرأيت عندهم كثيراً من الأرمن رجالاً ونساء وهم يحسنون إليهم. ومع أن الحكومة تنشر بين العشائر أن قتل الأرمن فرض. فأنني لم أسمع أن أحد من عشائر العرب قتل أرمنياً. مرّ بعض العربان على بئر فوجودوا نساءً وأطفالاً القوا في ذلك البئر وهم على آخر رمق من الحياة فأخذوهم معهم وعالجوهم إلى أن شفوا عندهم.

العرب والسائلة الأرمنية

قص علي أحد أهل بغداد، وكان جندياً راجعاً من أرضروم قال مررت بديار بكر وجلست في القهوة أحد الأيام فرأيت امرأة أرمنية تتسول وكلما جاءت لعند رجل يبصق في وجهها ويسبها فأخذتني الغيرة على هذه الامرأة ولم أعرف إن كانت أرمنية أم لا. فقلت لهم: أما تخشون من الله، تشتمون امرأة ضعيفة فقيرة، إن كنتم لا تريدون اعطاءها مقداراً من الدراهم، فقال الحضور أنها أرمنية والحكومة تغضب على من يتصدق عليها، وقد أمر السلطان بقتلها وقتل جميع ابناء جنسها. فلم أصغ لهذه الترهات واعطيتها ما قدرت عليه ونهضت من هناك.

 

*مقطتف من كتاب “المذابح في أرمينيا” للمؤلف فائز الغصين، (حلب، 1991). (16)

ورد في كتاب “شهود عيان عن الإبادة الأرمنية في الإمبراطورية العثمانية (مجموعة وثائق) بمناسبة ذكرى مرور مئة سنة على الإبادة الأرمنية (1915-2015)”، إعداد وإشراف ودراسة: البروفيسور الدكتور آرشاك بولاديان، دمشق-2014، حيث ينفرد موقع “أزتاك العربي للشؤون الأرمنية” بنشر مقتطفات منه.

 

Share This