الباحث محمد عفان عن ذكرى الإبادة الأرمنية

يقول فيكتور هوغو “من هنا مر الأتراك فأصبح كل شيئ في حالة خراب وحداد”، حين أطلق الشاعر الفرنسي هذه الكلمات كان يقصد بها إجرام العثمانيين بحق الأرمن. ولما لا فقد أباد الأتراك ثلثي الشعب الأرمني بطرق وحشية وبأساليب يقشعر لها البدن.

يقال إن نصرة المظلوم هو دستور من دساتير الإنسانية ، دون اية اعتبار للون أو الجنس أو الطائفة . وبما أن الشعب الأرمني الشقيق والذي تعرضت حياته لشتى ألوان القهر والظلم والتنكيل، وتعرضت حياته لأخطر إبادة جماعية عرفتها البشرية ، جديراٌ أيضاً بأن تذكر قضيته في كافة المحافل والأماكن على الإطلاق، إذ أنه ليس من السهل أبداً أن يتعرض شعب بأكمله وأمة بأسرها لأبشع عمليات القتل والظلم والتنكيل بحق أبنائها على يد سلطة جائرة لا تعرف الرحمة إلى قلبها سبيلا .

هكذا كانت حياة الشعب الأرمني في ظل حكم الحميديين والإتحاديين، ظلم وجور ومعاناة وموت . كان قدر الأرمن في أواخر القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين، محفوفاً بخطر الإبادة التي لازمتهُ طوال فترة من الزمن ، فحصدت زهاء مليون ونصف مليون شهيد أرمني ، في أبشع صورة من صور الإجرام في التاريخ الحديث.

وإنطلاقاً من مقولة فاتيل (vattel) في كتابه “حقوق البشر ” انهُ ” يجب مساعدة الشعوب من قبل الشعوب الأخرى عندما تكون الأولى مغلوبة على أمرها ، وذلك لإزالة مجاعة أو ضيق”، لذلك لا يسعنا في هذه الذكرى إلا ان نجعل من قضية الشعب الأرمني أمانة غالية في أعناق أبناء الإنسانية ، وإنهُ لمن واجباتنا المحافظة على قدسية هذه الأمانة.

وفي هذه الذكرى المجيدة لا يسعنا إلا أن نتقدم من الشعوب الإنسانية عامة والشعب الأرمني خاصة بكل عبارات الآسى والتقدير والإحترام ، لما عاناه هذا الشعب من ظلم وتنكيل وقهر وقتل على يد أهل الظلم والغيان.

آملين من الله أن يبارك وحدة هذا الشعب ، وأن يقدم كل خير في سبيل هذه القصية وسائر القضايا الإنسانية الأخرى.

ذكرى الشهادة الأرمنية المجيدة

 ٢٤/نيسان/٢٠١٧

محمد عفان

Share This