يوم حجّ ورسامة كهنوتيّة في دير بزّمار للأرمن الكاثوليك

 

تتجه أنظار المؤمنين في الكنيسة الأرمنية، كل عام وفي آخر احد من شهر ايار، الى ذاك الصرح الشامخ المرتفع على تلك التلة التي تسمى بزمار، والذي يحمل اسم سيدة المكان دير سيدة بزمار، حيث يقومون بإكرام العذراء ام الاله بترانيم وصلوات من وحي المناسبة والمكان في ختام الشهر المكرس لإكرامها.

ففي يوم الأحد 28 أيار 2017 الساعة العاشرة انطلقت الجموع الحاشدة يتقدمهم تمثال العذراء في زياح مهيب مع موكب صاحب الغبطة البطريرك كريكور بيدروس العشرين بطريرك الأرمن الكاثوليك والكهنة المرافقين من ساحة الدير الى مدرج الطوباوي اغناطيوس مالويان حيث سيحتفل البطريرك مع المؤمنين بالذبيحة الالهية.

صعد غبطة البطريرك، مع بداية القداس الالهي درجات المذبح مع كلمات الترانيم التي كانت تنشدها الجوقة، اذ ساد جو من الخشوع والفرح بين جمهور المصلين.

ولكن الفرحة في هذه السنة لم تقتصر فقط على فرحة الوجود في هذا الدير التاريخي بل تضاعفت وازدادت برسامة الشماس ديكران (جان) فيليبوس، فارتفع عديد اعضاء كهنة جمعية سيدة بزمار البطريركية،  بوضع يد غبطة البطريرك والكهنة المحتفلين على رأس الشماس المتقدم للدرجة الكهنوتية برفقة عرابه المونسينيور غابريال موراديان النائب البطريركي لجمعية كهنة بزمار البطريركية ليعلنه كاهنا على مذابح الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية. وسط فرحة وتهليل اهل المرتسم والكهنة الحاضرين من كل الكنائس والجمعيات الرهبانية.

وقد سلط غبطته الضوء على صفات العذراء وخصوصا وفاءها واخلاصها وطاعتها لدعوة الرب لها. وركّز أيضاً على اهمية وضرورة الدعوة في حياة البشر والذي من خلالها يخلق العالم النقي والعادل. وقد هنأ صاحب الغبطة الكاهن الجديد على رسامته، متمنياً له رسالة مثمرة ليرشد رعيته والنفوس الموكلة اليه الى طريق النور والحق التي سنوصلهم الى الله.

بعد الذبيحة الالهية والرسامة الكهنوتية توجه غبطة البطريرك والكاهن المرتسم وذويه والنائب البطريركي لجمعية كهنة سيدة بزمار الى صالون الدير لقبول التهاني برسامة الكاهن الجديد والمعايدة بختام الشهر المريمي.

بعد ذلك دعى رئيس الدير غبطة البطريرك وذوي الكاهن الجديد والكهنة الحاضرين الى مأدبة الغذاء في صالة حيث القى الكاهن الجديد كلمة بمناسبة رسامته حيث قال فيها «اختارني الرب لنيل نعمة الكهنوت بالإسم، بكامل ضعفي وصغري. وأنا قبلت هذه النعمة واثقاً بأن الله سيكون معي في حياتي كما كان معي منذ نعومة أظفاري. فالكهنوت نعمة لكل الذين يعملون بمشيئة الذي اختارهم، ولهذا فستكون لي نعمة إن عملت بمشيئة الذي اختارني وأرسلني. ومن أولوية رسالتي الكهنوتية أن اخدم كلمة الله وأعيشها في حياتي ومن ثمّ أنشرها لكل من أقابلهم في مسيرتي هذه.»

كما وشكر فيها كل من ساهم في وصوله الى درجة الكهنوت وصعوده الى الهيكل. ووجه كلمة عرفان وامتنان لكل من عمل على انجاح هذه الرسامة والتي من بعدها وزّع الكاهن الجديد تذكارات رسامته على الحضور.

وقبل تقسيم حلوى الاحتفال ألقى المونسينيور غبريال موراديان رئيس الدير والنائب البطريركي على جمعية كهنة بزمار البطريركية كلمة تهنئة للكاهن الجديد، ومن بعدها تم أخذت صورة تذكارية وختام الحفل.

وفي تمام الساعة الثالثة والنصف بعد الظهرتجمع الاكليريكيون والحجاج في المدرج الموجود في ساحة الدير لصلاة المسبحة الوردية وختام الشهر المريمي.

الأب فاراك بربريان من جمعيّة كهنة دير بزمّار البطريركيّة

Share This