من مخرجات اجتماع الهيئة العامة لمجلس الأعمال السوري الأرميني بحلب: إقامة معرض دائم للمنتجات السورية في أرمينيا .. ومساهمة رجال الأعمال السوريين الأرمن في الاستثمار في سورية والمشاركة في إعادة إعمارها..

 

عقد مجلس إدارة مجلس الأعمال السوري الأرميني الثلاثاء 21 الجاري اجتماع الهيئة العامة في حلب، وهو الأول من نوعه منذ 2010 في المدينة التي شهدت مخاضات الحرب الظالمة وجرى توحيدها نهاية العام المنصرم، ويستهدف تشجيع عودة الفعاليات الاقتصادية إليها وإعادة إعمار ما دمرته الحرب فيها.

شدد محافظ حلب حسين دياب، ممثل وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية الدكتور محمد سامر الخليل راعي المؤتمر، على أهمية عقد اجتماع المجلس في حلب التي تعيش ورشة عمل مستمرة على مدار الساعة لإعادة بناء ما دمرته الحرب فيها. وقال أن الطموح ينصب في الوصول بالعلاقات الاقتصادية بين سورية وأرمينيا إلى المستوى الذي وصلت إليه نظيرتها الرسمية والشعبية بفضل العلاقات الطيبة بين البلدين وحكمة القيادة السياسية في كليهما، لافتاً إلى أن زيارة الوفد الاقتصادي الأرميني أخيراً إلى دمشق وضعت قطار التعاون المستقبلي المنشود بين البلدين على السكة الصحيحة في المجالات الاقتصادية المختلفة.

وأكد دياب دعمه بكل الإمكانات مجلس الأعمال السوري الأرميني وقطاع الأعمال في اختصاصاته المختلفة في تحقيق أهدافهم المشروعة في خدمة الاقتصاد الوطني، ودعا رؤوس الأموال المهاجرة إلى العودة لوطنها والشركات الأرمينية إلى الاستثمار في إعادة إعمار حلب.

بعدها، قدم رئيس مجلس الأعمال السوري الأرميني ليون زكي لمحة عن اقتصاد جمهورية أرمينيا وعلاقاتها التجارية مع سورية، كشف فيها أن صناعة المعلوماتية لها الأولوية من جانب الحكومة التي تخطط لجعل أرمينيا، التي تعتمد على تحويلات مغتربيها ومهاجريها من العملة الصعبة، مركزاً إقليمياً لصناعة وتصدير المجوهرات. ولفت إلى أن ثمة عقبات للتطوير الاقتصادي في أرمينيا منها وجود بعض النزاعات الإقليمية والمحلية والظروف السياسية التي فرضت حظراً على مرور البضائع إلى أرمينيا من الدول المجاورة مثل تركيا وأذربيجان.

ثم تحدث زكي عن زيارة اللجنة الاقتصادية الأرمنية برئاسة وزير التنمية الاقتصادية والاستثمارات سورين كارايان إلى دمشق نهاية الشهر الماضي ورأى أنها أسست لقفزة اقتصادية جديدة ونوعية في العلاقة التي تربط البلدين الشقيقين سورية وأرمينيا، وأسهمت في إدراج أرمينيا كدولة شريك في إعادة إعمار ما دمرته الحرب السورية. وبين أن الوفد التقى رئيس مجلس الوزراء عماد خميس والذي شدد على أهمية استمرار عمل اللجنة المشتركة السورية وعلى وضع رؤية مشتركة للتشريعات اللازمة لتطوير العلاقات بين البلدين، وهو ما أكد عليه الوزير كاريان الذي أبدى رغبة أرمينيا بالاستثمار في سورية. وفي سبيل ذلك اقترح بداية تشكيل هيئة خاصة بتنمية التبادل التجاري والإفادة من موقع أرمينيا كعضو في “الاتحاد الأوراسي” بما يخدم ويسهل إدخال البضائع السورية عبر أرمينيا إلى دوله، ودعا إقامة المناطق الحرة بين سورية وأرمينيا وأن يتم التعامل بالليرة السورية في المشاريع المشتركة والتعامل التجاري والاقتصادي بين البلدين مبدياً رغبة أرمينيا في الدخول بمشاريع إعادة الإعمار.

 كما تحدث زكي عما تم القيام به من خطوات لتأسيس المعرض الدائم للمنتجات السورية في يريڨان، والذي أوكلت مهمة القيام بأموره اللوجستية الخاصة إلى علي تركماني المسؤول عن التواصل مع المشاركين السوريين والجهات الرسمية في أرمينيا، منوهاً إلى أنه سبق لمجلس الأعمال السوري الأرميني أن أقام معرض المنتجات السورية في يريڨان وحقق نجاحاً ملحوظاً. وأضاف أن المجلس قطع شوطاً مهماً في إقامة المعرض الدائم الذي يخطط له أن يفتتح أبوابه على مدار السنة خلال الدوام الرسمي. وقال: “يسعدنا إعلامكم بأنه تم اتخاذ الإجراءات والموافقات الرسمية كافة لإقامة المعرض على مساحة 500 متر مربع تقريباً ليكون متنفساً للسلع والبضائع السورية من العقوبات المفروضة على البلاد”.

وقدم أمين سر المجلس الدكتور حسن زيدو لمحة عن نشاطات وفعاليات المجلس، الوحيد الذي يمارس مهامه إلى جانب 5 مجالس سورية مشتركة مع دول صديقة مهمة، تحدث فيها جهود المجلس منذ تأسيسه في حزيران 2009 في دفع علاقات التعاون بين البلدين قدماً خصوصاً في السنتين اللتين أعقبتا تأسيسه حيث جرى عقد منتدى رجال الأعمال السوري الأرميني الأول في يريڨان والذي افتتحه رئيسا جمهورية البلدين الدكتور بشار الأسد والسيد سيرج سركيسيان واجتماعات المجلس الأعلى السوري الأرميني والمنتديين الثاني والثالث لرجال الأعمال السوري الأرميني في العام ذاته بيريڨان التي شهدت أيضاً إقامة معرض المنتجات السورية في أرمينيا بينما التقى المجلس مع رئيس جمهورية أرمينيا في العام التالي بحلب التي عقد فيها اجتماع الهيئة العامة للمجلس برعاية نائب رئيس مجلس الوزراء ومعرض منتجات جمهورية أرمينيا والمنتدى الرابع لمجلس الأعمال السوري الأرميني. وفي معرض حديثه عن خطة المجلس للعام 2018 بين زيدو أن هدف المجلس لا ينحصر في عدّ حاويات التبادل التجاري بين البلدين فقط بل ينصب اهتمامه في خدمة السوريين المهجرين في أرمينيا ومساعدتهم لتجاوز محنتهم التي فرضتها الأحداث المأساوية في بلدهم سورية، ولذلك أصدرت الحكومة الأرمينية ١١ قراراً حكومياً لخدمة هؤلاء المهجرين تضمنت معاملتهم كالمواطنين في جمهورية أرمينيا من حيث مجانية الطبابة والتعليم والإفادة من الخدمات الاجتماعية العديدة المتوفرة. ونوه إلى أن المجلس يتطلع لمساهمة رجال الأعمال السوريين الأرمن الذين أقاموا في أرمينيا للاستثمار في سورية والمشاركة في إعادة إعمارها.

من جانبه، أشار نائب رئيس المجلس شاهه يعقوبيان في كلمته إلى أن أرمينيا قادرة كي تكون شريكاً متميزاً في إعادة إعمار سورية للمؤهلات المتميزة التي تمتلكها والتي اكتسبتها من إعمار مدنها التي دمرتها الزلازل، وخصوصاً في مجال البنية التحتية وإنتاج مواد البناء وتأسيس الشبكات الكهربائية، كذلك خبرتها في “الهاي تك” والطاقة منذ زمن الاتحاد السوفييتي السابق، ولديها

محطة نووية قادرة على تغذية سورية بالكهرباء لو كانت الحدود الأرمنية التركية مفتوحة باتجاه سورية. وأكد أن المجلس نقل مرارا رغبة رجال الأعمال الأرمني الحكومة الأرمينية للمشاركة في إعادة الاعمار في سورية، وذلك خلال الزيارات المتكررة التي قام بها رئيس المجلس الى يريفان.

وتولى خازن المجلس بادريك أيدنيان مناقشة ميزانية المجلس من رسوم الانتساب والاشتراكات السنوية المحددة اصولاً والواردات التي تأتي من خلال المعارض والنشاطات وفوائد الأموال المودعة في المصرف.

في نهاية الاجتماع جرى الاستماع الى مداخلات الحضور والاجابة على تساؤلاتهم وتم تقليد محافظ حلب درع المجلس.

كما وزع على الحضور تقريراً عن العلاقات التجارية السورية الأرمينية وعناوين الشركات الأرمنية ومنتجاتها الجاهزة للتصدير الى سورية على قرص مدمج، ثم أعلن عن عرض خاص حول افتتاح باب العضوية للهيئة العامة للمجلس العام القادم من دون رسوم اشتراك.

Share This