عوده سلمان القسوس الهلسا شاهد عيان أردني على آثار الجريمة الكبرى بحق الأرمن

في سياق مسعاي لمحاولة توثيق تاريخ التواجد الأرمني في الأردن للفترة الواقعة بين قرب إنتهاء الحكم العثماني في المناطق العربية في العقد الأول من القرن العشرين وحتى وقتنا الحاضر، بدأت بالبحث عن المصادر العربية والأجنبية والأرمنية التي تناولت تاريخ شرقي الأردن وجنوب سوريا التاريخية لتلك الفترة لعلني أجد أية معلومة توثق لهجرة شعبي الى تلك المناطق، وخاصة بأن أخبار وذكريات تلك الفترة تخبو وتتلاشى من الذاكرة الجماعية للأرمن الأردنيين وتزيد تلاشياً وإضمحلالاً كلما رجعنا بالزمن قبل العام 1915 والذي شهد أول جريمة إبادة عرقية في القرن العشرين على أيدي زعماء تركيا الفتاة ومن تعاون معهم.

كانت المنطقة العربية وتحديدا صحراء سوريا التاريخية ومدنها وبلاد ما بين النهرين مسرحا لعمليات التهجير الجماعي لمن تبقى على قيد الحياة من الشعب الأرمني حيث أجبر الناس على المسير لمئات الأميال من قراهم ومدنهم في مناطق وسط وشرق الأناضول الى أعماق الصحراء الجنوبية والشرقية من سوريا حيث وصلت قوافل المهجرين الأرمن الى العقبة ومعان والطفيلة والكرك وغيرها من مدن شرقي الأردن.

وتعرضوا خلال مسيرهم على الأقدام إلى كافة أصناف المشقات والمخاطر من سلب ونهب وجوع وعطش ومرض وخطف للأطفال والنساء ناهيك عن شمس الصحراء ورمالها الملتهبة التي لم يعتد عليها المواطن الأرمني الذي كان يسكن في مناطق خصبة ذات مناخ وتضاريس مختلفة كليا عن مناخ وتضاريس الصحراء.

وقضى نتيجة لتلك العملية الممنهجة والمخطط لها بدقة وعناية ما يقارب المليون ونصف المليون من النساء والشيوخ والنساء والرجال الأرمن. وما زالت المقابر الجماعية في منطقة الشدادة في صحراء دير الزور السورية شاهدة على هول الجريمة.

بعد مطالعتي للعديد من المصادر والمراجع  العربية والأجنبية، لم أتمكن إلا من الحصول على فتات توثيق حول بدء التواجد الأرمني في شرقي الأردن، أعمل حاليا على جمعه وتقديمه في كتاب بعد أن أكمل عملية التوثيق وسد النقص عن طريق جمع ما تبقى في ذاكرة كبار السن من الأرمن الأردنيين مما انتقل إليهم من آباءهم وأجدادهم.

ومن المراجع التي إستعنت بها في محاولة مني للحصول على المزيد من المعلومات الموثقة، كتاب “مذكرات عودة سلمان القسوس الهلسا 1877-1943” المؤرخ والزعيم الوطني الأردني المسيحي.

صدرت هذه المذكرات في عمان في العام 2012 بتحقيق وشرح الدكتور نايف جورج القسوس الهلسا وغسان سلامة الشوارب الهلسا.

عودة القسوس من أهم الشخصيات الأردنية الفاعلة التي عاصرت وشهدت أحداث مفصلية في شرقي الأردن إبتداءا من نهايات فترة الوجود العثماني في سوريا التاريخية مرورا بثورة الكرك في العام 1910 وأحداث الحرب العالمية الآولى وخروج العثمانيين من المنطقة وصولا الى  تشكيل أول حكومة عربية في سوريا التاريخية وبعدها تشكيل إمارة شرقي الأردن.

كنت أعتقد قبل قراءة هذه المذكرات بأنني كنت ملما بحيثيات وأحداث ثورة الكرك وبالأسباب السياسية والإقتصادية والإجتماعية التي أدت الى إندلاع هذه الثورة التي قمعتها السلطات العثمانية بقسوة. ولكن بعد قراءتي لتلك المذكرات أيقنت بأن معلوماتي عن ثورة الكرك كانت لا تتعدى كونها خطوط عريضة لتاريخها وأحداثها وأذهلني حجم المعلومات الواردة في تلك المذكرات عن الثورة وكافة تفاصيلها حيث يتضح جليا بأن المرحوم عودة القسوس لم يكن فقط من الشخصيات التي عاصرت وشهدت أحداثها يوما بيوم وساعة بساعة بل كان أيضا من صانعي بعضا من أحداثها وممن ساعدوا في كبح جماح السلطات العثمانية في ملاحقة ومعاقبة زعمائها.

ليس في نيتي تقديم مطالعة شاملة للمذكرات القيمة وذلك لأنني لست أهلا للقيام بتلك المهمة وكون تلك المذكرات قد تم دراستها ومطالعاتها من قبل الكثير من المؤرخين والدارسين الأردنيين الذين أوفوها حقها من الدراسة والتمحيص وإستخلاص العبر والدروس، وسأقتصر مطالعاتي على إستخلاص ما ورد فيها من معلومات حول الشعب الأرمني وقضيته. بعد أن قرأت الكتاب بالكامل، أيقنت بأن هذه المذكرات تشكل توثيقا تاريخيا لمرحلة مهمة من تاريخ الأردن للفترة من بداية النهاية للحكم العثماني في المنطقة العربية مرورا بالثورة العربية الكبرى وتأسيس إمارة شرقي الأردن وما تبع أو رافق ذلك من أحداث محلية وعالمية أدت في النهاية الى تشكيل الشرق الوسط كما نعرفه الآن، كما أن هذه المذكرات تعتبر بالنسبة إلي كأرمني أردني شهادة حق مكتوبة عن الأهوال والويلات التي حلت بشعبي الأرمني على أيدي العثمانيين.

ولكنني لم أجد في المذكرات أية معلومات عن الوجود الأرمني في شرقي الأردن للفترة الزمنية التي شملتها  تلك المذكرات، بل وجدت معلومات من نوع آخر لا تقل أهمية عما كنت أبحث عنه لا بل أنها بالنسبة لي تفوقها أهمية وهذه المعلومات تتعلق بمشاهدات عودة القسوس خلال فترة النفي القسري من شهر كانون الأول من العام 1917 وحتى شهر آذار من العام 1918 لمناطق الأناضول وخاصة مدينة أضنه (أطنة كما سماها المؤلف) ومدينة سيس (الإسم التركي الحالي كوزان) عاصمة مملكة كيليكيا الأرمنية التاريخية والتي تشكل جزءا من أراضي أرمينيا الغربية القابعة تحت الإحتلال التركي.

كانت سياسة نفي زعماء ووجهاء وشيوخ العرب من مناطقهم الى مناطق الأناضول في الشمال متبعة من قبل السلطات العثمانية كأحد الوسائل لقمع الثورات التي كانت تقوم ضد الظلم والطغيان العثماني ووسيلة كانت تتبعها تلك السلطات لوأد حركات النهضه العربية القومية.

وفي طريقه الى المنفى، مع مجموعة من شيوخ ووجهاء مسيحيي الكرك ومادبا، وقبل دخوله الى مدينة سيس الأرمنية الواقعة بالقرب من السواحل الشمالية الشرقية للبحر المتوسط، يصف عودة القسوس مشاهداته ويقول: “وفي صباح الأحد 23 منه (كانون الأول من العام 1917) الساعة الثانية سافرنا وفي الساعة الثالثة والنصف مررنا عن جبل عال قائم وسط سهل فسيح ويقوم على راس الجبل قلعة قديمة تدعى كوم قلعة”. إن وصفه هذا ينطبق إما على قلعة الملك الأرمني “ليڨون الرائع”  الذي دام حكمه من العام 1198 الى العام 1291 أو قلعة “سيس” وكلاهما من قلاع مملكة كيليكيا الأرمنية من القرون الوسطى التي زالت في العام 1375. إن مشاهدات عودة القسوس في مدينة سيس وقراها  وكتاباته التي ترتقي الى أدب الرحلات بما تحويه من تفاصيل دقيقة، تجعل منه شاهد عيان وشهادته حق على آثار أول جريمة إبادة عرقية في القرن العشرين حين إستغلت السلطات العثمانية فرصة إنشغال العالم بأحداث الحرب العالمية الأولى لتنفيذ مخططاتها التي كانت قد رسمتها بعناية بالغة  للقضاء على الشعب الأرمني وبقية الأقليات العرقية في أنحاء الدولة العثمانية من سريان وآشوريين وكلدان ويونانيين. وبنظري فإن هذه المذكرات فيما يخص التوثيق العربي للمجازر الأرمنية وآثارها لا تقل أهمية عن كتاب “المذابح في أرمينيا” لمؤلفه فائز الغصين سكرتير الشريف فيصل بن الحسين (ملك سوريا وبعدها ملك العراق) أثناء سنين الثورة العربية الكبرى والذي إنتهى من تأليفه في شهر أيلول من العام 1916.

يروي عودة القسوس وفي أكثر من عشرين صفحة من القطع الكبير وبأدق التفاصيل وبأبسط الكلمات وجزيل العبارات، أوضاع مدينة سيس الأرمنية والدمار الحاصل للمنازل والممتلكات وخلوها والقرى الأرمنية المحيطة بها من سكانها الأرمن وينقل لنا أخبار الفضائع والمجازر الوحشية كما سمعها من شهود عيان من أمثال كدريان أوغلي سركيس صاحب البيت الـ”غير صالح للسكن” الذي إستأجره عودة ورفاقه للعيش فيه، وسركيس بن ملكون “طانج أوغلى” الذي كان آنذاك يبلغ المئة من عمره ويقول عودة القسوس ” فاتني أن أذكر بأن مدينة ((سيس)) والقرى المجاورة كانت مأهولة بالأرمن، وبعد أن أعلنت الحرب أمرت الحكومة بنفيهم، فساقت منهم سبعين ألف نفس، وعند إجتيازهم نهر جيحون، كان الجنود يقتلون الرجال والأطفال والنساء ويطرحونهم في النهر ويتقاسمون البنات الجميلات ويأخذوهن غنيمة لهم، ولم يبقى في ((سيس)) من الأرمن إلا بضعة أشخاص تمكنوا من البقاء بشتى الوسائل وبقي فيها زوجات وعائلات الجنود بعد أن نهب كل ما يملكون”.

وينتقل عودة  القسوس بعد ذلك الى الوصف الدقيق والمفصل للنمط المعماري والإنشائي والتقسيمات الداخلية والأروقة وحتى الأبواب والمداخل والمخارج لمنشآت وأقسام “الدير الكبير القائم في راس البلدة ” والذي كانت  الحكومة العثمانية قد حولته الى مدرسة داخلية بعد أن صادرته من أصحابه الأصليين بينما حولت الكنيسة التي من ضمن الدير الى “محلا للسفرة”.  ويصف بقية الكنائس في البلدة والتي تحولت الى “مستودعات للحبوب وللمهمات العسكيرية” بعد أن “وضعت يدها عليها الحكومة (العثمانية) بمناسبة الحرب (العالمية الآولى) وجلاء الأرمن عن البلاد” بينما تم تخريب “الكنائس الستة والأربعين” في البلدة والقرى المجاورة لها. إن وصف عودة القسوس “للدير الكبير” هو وصف دقيق ومفصل  لمنشآت كاثوليكوسية بيت كيليكيا للأرمن الأرثوذكس التي كانت واحدة من اصل إثنتين من المراكز الروحية للشعب الأرمني في أنحاء العالم حيث توجد الكاثوليكوسية الأولى في جمهورية أرمينيا. وفي العام 1921  وبعد تجدد المجازر الأرمنية على أيدي تركيا الكمالية، إنتهى تواجد من تبقى من الأرمن الناجين من جرائم الإبادة العرقية في العام 1915 وقبلها مذابح أضنة في العام 1909 وإستبعد كبير الأساقفة  ومن معه من رجال الدين الأرمن الى سوريا.  تجدر الإشارة بأن كاثوليكوسية بيت كيليكيا للأرمن الأرثوذكس توجد حاليا في مدينة أنتلياس في لبنان. وفي نيسان من العام 2015، رفع كبير أساقفة بيت كيليكيا الكاثوليكوس آرام الأول دعوى قضائية لدى المحكمة الدستورية التركية للمطالبة بإسترجاع ملكية الموقع التاريخي لمركز الكنيسة الأرمنية وكافة الممتلكات الكنسية في مدينة سيس التي صادرتها السلطات العثمانية في العام 1921. وبعد أن ردت المحكمة الدستورية هذا الطلب، توجهت الكاثوليكوسية بالإستئناف لدى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان  وذلك في كانون الأول من العام 2016 وفي آذار من العام 2017، ردت هذه المحكمة الدعوى بحجة عدم إستكمال الإجراءات القضائية لدى المحاكم التركية المختصة.

وينتقل عودة القسوس بعد ذلك الى وصف الممتلكات والعقارات والمزارع الفخمة والضخمة التي صادرتها السلطات العثمانية بعد أن نفت وقتلت أصحابها الأرمن. ويشرح كيف أن السلطات العثمانية قد وزعت قسم كبير من هذه العقارات على موظفي الحكومة مقابل رواتبهم. ويروي قصة الحفلة الرسمية ومأدبة “الغذاء الفاخرة” التي أقامتها بلدية المدينة في الثامن من آذار من العام 1918  في حقل البرتقال “المعروف”  الذي كان يمتلكه “أحد الأرمن الأغنياء الذين نفتهم الحكومة المدعو (فرمانلي أوغلي) وكان هذا البستان واسعا جدا” حيث أقيمت هذه الحفلة بمناسبة إنتصارات الجيوش العثمانية في الجبهة الشرقية.

تعتبر مشاهدة  المرحوم عودة القسوس هذه واحدة من عشرات الآلاف من الأمثلة على مصادرة السلطات العثمانية لممتلكات الأرمن في كافة أرجاء الدولة العثمانية بعد أن أبادتهم وإستبعدت من تبقى منهم على قيد الحياة الى أعماق الصحراء السورية. وما زالت سياسة المصادرة مستمرة الى يومنا هذا.

يشرح المؤرخ والباحث التركي البروفيسور أوغور أونجور في كتابه ” الإبادة والمصادرة- إستيلاء تركيا الفتاة على ممتلكات الأرمن” والذي قام بتأليفه بالإشتراك مع الباحث التركي ميهميت بولاتيل، حيث صدر هذا الكتاب في العام 2011، الخطوات العملية والقانونية التي إتبعتها السلطات العثمانية ووريثتها الجمهورية التركية لتسهيل وتقنين عملية الإستيلاء على الممتلكات الأرمنية. حيث بدأت في العام 1915 عملية مصادرة ممتلكات وأصول الأرمن في كافة أرجاء البلاد من بيوت وعقارات ومصانع ومدارس وغيرها من الأموال المنقولة ووضع هذه العملية ضمن إطار قانوني حيث دأبت السلطات التركية المتعاقبة على وضع القوانين والأنظمة التي تسهل تلك العملية.

ويذكر المؤرخ أوغور أونجور بأن آخر هذه القوانين قد تم وضعها في العام 1985. وما زالت عملية مصادرة ممتلكات الأرمن في أرجاء تركيا مستمرة الى يومنا هذا، ففي الواحد والعشرين من آذار من العام 2016، أصدرت الحكومة التركية تشريعا أطلق عليه “المصادرة الطارئة لمقاطعة سور” في محافظة ديارباكير ويحوي هذا التشريع على قائمة بأسماء  الكنائس والأديرة  وغيرها من المباني والعقارات التي تمت مصادرتها الفورية وكانت كنيسة القديس كيراكوس الأرمنية التي تعتبر من أكبر كنائس الشرق على الإطلاق من ضمن الكنائس التي تمت مصادرتها.  تقوم المحاكم الإتحادية في الولايات المتحدة الأمريكية بالنظر في مجموعة من الدعاوى التي رفعها أصحاب بعض الممتلكات والعقارات في أرمينيا الغربية ضد الحكومة التركية لإسترجاع عقاراتهم والتعويض عن الخسائر التي لحقت بهم نتيجة لعدم تمكنهم من إستغلال وإستثمار ممتلكاتهم. فعلى سبيل المثال، تنظر المحاكم الأمريكية بدعوى قدمها ثلاثة من المواطنين الأمريكيين من ذوي الأصول الأرمنية الذين بحوزتهم مستندات تثبت ملكيتهم ل122 هكتار  من الأراضي التي بنيت عليها القاعدة العسكرية في إنجرليك الواقعة في أضنه التي نفي إليها عودة القسوس والتي كانت الحكومة العثمانية قد صادرتها بعد تهجير أصحابها الأرمن من موطنهم الأصلي. ويطالب هؤلاء الحكومة التركية والبنك المركزي والبنك الزراعي التركيين بإسترجاع ملكية تلك الأراضي وبالتعويض عن المنفعة الفائتة من تأجير الحكومة التركية لتلك الأراضي التي بنيت عليه القاعدة العسكرية لفترة الستين سنة الماضية. كما أن نفس المحاكم تنظر حاليا بقضية رفعها أبناء العائلة الأرمنية التي كانت تمتلك الأرض التي أقيم عليها القصر الرئاسي التركي  والذي شيد في العام 2014 في أنقرة.

ويمضي عودة القسوس في وصف الأوضاع المزرية التي كان يعيشها القلة القليلة من الأرمن ممن بقوا على قيد الحياة في مدينة سيس والقرى المحيطة بها “بعد أن نهب كل ما يملكون” ويروي كيف أنه قد نجح في إنقاذ حياة أحد رجال الدين المطارنة الأرمن من الموت المحقق بعد أن إكتشف الوالي العثماني  وجود هذا المطران على قيد الحياة وبعد أن أمر المتصرف بقتله حيث تدخل عودة القسوس للإبقاء على حياة هذا المطران بحجة الحاجة لرجل دين لرئاسة الصلاة بالشيخ عودة ورفاقه من الرجال الأردنيين المسيحيين المنفيين معه. ويقول عودة ” وعرضت له (للوالي) شدة إحتياجنا الى كاهن وإسترحمت منه أن يكرم علينا بإبقاء المطران فلبى إلتماسي وقال لي بالتركي (ني نجش ايتدم) أعني أهديته لك فخرجت شاكرا وطمأنت المطران”. إن تلك الحادثة تدل على المستوى التي هبطت إليه الإنسانية في ذلك الزمن المظلم الذي فيه كان  الإنسان يقدم كهدية  وكانت النساء والأطفال تباع وتشترى وما أشبه اليوم بالأمس.

أن قراءتي لمذكرات عودة القسوس قد جعلتني أحني قامتي أمام ذكرى مؤلفها الذي رغم الأيام العصيبة وظروف الحياة المزرية التي عاشها في المنفى، لم يبخل في توثيق ما شهده من أحوال المناطق الأرمنية الغربية خلال سنين الحرب العالمية الآولى وما واجهه الشعب الأرمني، الذي أفتخر بالإنتماء إليه، من قتل وتهجير وحرمان بقدر ما أشعر بالفخر بالإنتماء الى وطني الأردن وفخري بأبناء وطني من الأحرار الشرفاء. وإنني أشجع وأحث اي شخص يمكن أن يكون في حوزته اي شهادة أو وثيقة تلقي مزيد من الضوء على احداث تلك الأيام السوداء، بأن يبادر الى نشرها لكي يتعرف القاريء الأردني خاصة والعربي عامة على حقيقة ما جرى قبل ما يزيد عن مئة عام وخاصة في ضل شح المصادر العربية التي وثقت لتلك الأحداث.

كيڨورك ميناس مصرليان

عمان في 3 آذار 2018  

Share This