عملية السلام في كاراباخ – وساطة الاتحاد الروسي ورابطة الدول المستقلة


في أواخر عام 1991، عرضت روسيا التوسط في النزاع بين كاراباخ الجبلية وأذربيجان. وقام رؤوساء روسيا وكازاخستان، بوريس يلتسين ونور سلطان نزارباييف، بزيارة إلى كاراباخ الجبلية، وبعد ذلك، تم التوقيع على إعلان مشترك من قبل ممثلي أرمينيا وأذربيجان. وعلى الرغم من فشل جهود الوساطة في حل النزاع، إلا أنها ساعدت في ترسيخ وقف إطلاق النار في أيار 1994، الذي وقعه رؤساء البرلمانات من جمهوريات أذربيجان وأرمينيا وكاراباخ الجبلية في “بيشكيك”، قرغيزستان. وبلغ هذا الاجراء إلى أول اعتراف لتمييز جمهورية كاراباخ الجبلية باعتبارها الكيان السياسي والإقليمي في المفاوضات.

جهود الوساطة التي بذلتها “منظمة الأمن والتعاون في أوروبا” وعملية السلام الجارية
في 24 آذار من عام 1992، وخلال اجتماع هلسنكي الإضافي لمجلس CSCE (منظمة الأمن والتعاون حالياً)، قرر الوزراء أن يقوم الرئيس الحالي بزيارة المنطقة من أجل المساهمة في وجه الخصوص، في إنشاء وتعزيز وقف فعال لإطلاق النار، وكذلك إنشاء إطار لتسوية سلمية شاملة.
كما عقد الوزراء العزم على أنه كان من الضروري للرئيس أن يعقد مؤتمراً للسلام في “مينسك” في أقرب وقت ممكن. وذكر وزراء منظمة الأمن والتعاون أن الممثلين المنتخبين من كاراباخ الجبلية، من شأنهم أن يدعوا إلى مؤتمر “مينسك” كأطراف معنية بعد التشاور مع الدول الأعضاء في مجموعة مينسك. ومع ذلك، لم يعقد المؤتمر نتيجة لفشل الدول في الاتفاق على ما إذا كان وفد كاراباخ الجبلية سيشارك بشكل مباشر أو كجزء من الوفد الأرمني. على الرغم من أن المؤتمر الرسمي لم يعقد، إلا أن المشاركين المعنيين واصلوا اللقاء باسم “مجموعة مينسك” بهدف حل النزاع.
“إن المأزق المؤكد الذي يظهر لتميز المرحلة الحالية من المفاوضات بشأن تسوية النزاع في العديد من النواحي يسلط الضوء على حقيقة أن جمهورية كاراباخ الجبلية، كونها طرفاً في النزاع بحكم القانون، هي في الواقع معزولة من عملية المفاوضات”.
وحينئذ ينبغي على المفاوضات أن تهدف إلى الاعتراف غير المشروط باستقلال جمهورية كاراباخ الجبلية وضمان أمنها، كما ينبغي عدم الالتفاف على قضايا منطقة شاهوميان المحتلة والإقليم الفرعي “كيداشين”، فضلاً عن المناطق المحتلة “مارداكيرد” و”ماردوني” وحقوق مئات الآلاف من الأرمن النازحين من أذربيجان”.
“إن الوضع الراهن في منطقة جنوب القوقاز، هو نتيجة لسياسة أذربيجان الرامية إلى تحطيم حق تقرير مصير شعب كاراباخ الجبلية، وإطلاق حرب وخسارتها.
لم تكن كاراباخ الجبلية قادرة فقط على الدفاع عن حقها في الحياة، بل إنها خلقت دولة ديمقراطية مطابقة لجميع المعايير الدولية”.
“إن الشكل المشوه لهذه المفاوضات ينبغي أن يتغيير بحيث تصبح جمهورية كاراباخ الجبلية طرفاً كامل العضوية في عملية التفاوض”.
“وإن جمهورية أرمينيا ليست في وضع تحل فيه محل جمهورية كاراباخ الجبلية في قضية حل هذه المسألة الحيوية. لذلك يجب أن تؤخذ تدابير عاجلة لإعادة جمهورية كاراباخ الجبلية إلى طاولة المفاوضات كطرف كامل العضوية”.
إن الإطار الحالي للمفاوضات مع أرمينيا وأذربيجان كأطراف مشاركة هو واضح الانحراف عن القرارات الرسمية لمنظمة الأمن والتعاون التي اتخذت في قمة “بودابست” في عام 1994، ومن “ملخص براغ” لرئيس منظمة الأمن والتعاون الذي يرجع تاريخه إلى 30 آذار 1995، حيث اعترف بأرمينيا، وأذربيجان وكاراباخ الجبلية كأطراف في النزاع.
لن يكون ممكناً استعادة محادثات السلام الحقيقية إلا بالاعتراف بجمهورية كاراباخ الجبلية كطرف في النزاع ومشاركتها المباشرة في المفاوضات. وفيما عدا ذلك، سوف تتقاعص جهود الوساطة المصممة نحو حل نزاع كاراباخ الجبلية عن تقديم أي مساهمة مفيدة في محادثات السلام، وتجعل إمكانية الحل النهائي موحشاً.

المصدر: كتيب “نحو قرار عادل ومنصف حول نزاع كاراباخ الجبلية”، منشورات الهيئة الوطنية الأرمنية- الشرق الأوسط، بيروت، 2012.
من سلسلة (30 مادة تاريخية وأرشيفية حول كاراباخ، بمناسبة الذكرى الـ30 لحركة كاراباخ) التي ينشرها موقع “أزتاك العربي” تباعاً.

Share This