أزنافور صديق العرب

الصحافة العربية تسترجع ذكريات “الفنان الصديق” شارل أزنافور

أزتاك العربي- كتب طاهر هاني في موقع (فرانس 23): “شارل أزنافور ليس مغنيا فرنسيا أو أرمينيا فقط بل ينتمي إلى العالمية”. هكذا قالت لفرانس24 سائحة عربية كانت متواجدة في باريس عندما أعلن عن خبر وفاة هذا الفنان الشهير. رحيل عميد الأغنية الفرنسية لم يمر مرور الكرام في الصحافة العربية والفرانكوفونية، حيث خصصت له مساحات كبيرة حيّت فيها مسيرته الفنية وتطرقت لعلاقاته مع العالم العربي.

لم يغن شارل أزنافور للفرنسيين أو باللغة الفرنسية فقط، بل استخدم سبع لغات لكي يوصل رسالته الغنائية للعالم أجمع. فغنى بالأرمينية والإسبانية والإنكليزية والإيطالية، كما بالعربية وحتى الأمازيغية التي أدى بهاأغنيته الشهيرة “لا بويم” مع المطرب القبائلي إيدير.

رحيله لم يؤلم فقط الفرنسيين أو الأرمن بل العالم كله، وخصوصا العالم العربي الذي كان يتقاسم معه علاقة حميمية بسبب أصوله الأرمينية ومعايشته للعرب في فرنسا ومواقفه المدافعة عن الأقليات كالأكراد واليزيديين، والأقباط، واللاجئين الذين هجروا بلدانهم بسبب الحروب كالسوريين.

كما زار بلدانا عربية كثيرة خلال مشواره الفني، وغنى فيها عدة مرات كلبنان ومصر، وغنى في الجزائر في السبعينيات وكان مهتما كثيرا بالثورة الجزائرية، فيما أحيا حفلات عديدة في المغرب كذلك.

رحيل أزنافور ترك فراغا كبيرا في قلوب محبيه العرب، لا سيما لدى الجيل السابق الذي يتقن اللغة الفرنسية وتعود على سماع أغانيه في الستينيات والسبعينيات وحفظوا الكثير منها.

فيكفي أن تتجول في شوارع الجزائر العاصمة والدار البيضاء أو في بيروت أو القاهرة وتسأل أحد المارة هل تعرف شارل أزنافور؟ والجواب سيكون بدون شك نعم. وإذا جلست مع رجل مسن أو امرأة مسنة، فكن واثقا أنهما سيؤديان بسهولة أغنية من أغاني هذا المطرب الكبير الذي قضى 70 عاما من عمره في الغناء والتمثيل.

أزنافور صديق العرب

كانت لأزنافور علاقات صداقة وطيدة مع الكثير من الفنانين والممثلين العرب من المشرق والمغرب العربي، حيث كان صديقا للممثل المصري عمر الشريف ومغنيي الراي الجزائري خالد والراحل رشيد طه ولمغنيين تونسيين ومصريين ومغاربة أيضا. ويال أنه كان وراء مجيء كوكب الشرق أم كلثوم إلى باريس لتغني للمرة الأولى في حياتها في صالة “الأولمبيا” الشهيرة.

رحيل عميد الأغنية الفرنسية لم يمر مرور الكرام في الصحافة العربية والفرانكوفونية، بل جميع التلفزيونات والصحف والمواقع الإلكترونية خصصت لهذا المغني الشهير مساحات كبيرة حيّت فيها مسيرته الفنية وتحدثت عن بدايته التي لم تكن سهلة.

جريدة “الوطن” الجزائرية والناطقة باللغة الفرنسية خصصت لشارل أزنافور عدة مقالات. بعضها تحدثت عن التزامه في مجال حقوق الإنسان فيما ذكرت أنه دافع كثيرا عن حقوق المهاجرين السوريين الذين طلبوا اللجوء في فرنسا، منتقدا رفض الحكومة الفرنسية استقبال عدد أكبر منهم على التراب الفرنسي.

وكتبت أيضا نفس الجريدة كيف دق أزنافور ناقوس الخطر الذي يحدق بالطبيعة والبيئة عبر أغنيته الشهيرة “الأرض تموت” حيث حاول من خلالها توصيل رسالة للناس ومسؤولي العالم الكبار حول أهمية الحفاظ على البيئة وعلى الموارد الطبيعية.

“فرانك سيناترا الفرنسي” في الصحافة العربية

مجلة “أهرام ايبدو” الصادرة بالقاهرة وباللغة الفرنسية نشرت ديابوراما صور تظهر فيها شارل أزنافور مع عدد من المثقفين المصريين ورجال المسرح والسينما، بينهم عمر الشريف والممثل عزت أبو عوف والمطربة أنوشكا والممثلة إيمان ووزير الثقافة السابق فاروق حسني إلخ… أزنافور زار مرارا مصر وأحيا حفلات عدة هناك وزار الأهرامات وتجول عبر النيل والبحر الأحمر.

جريدة “العربي الجديد” الصادرة في لندن عنونت مقالها “أزنافور… لم يحب الوداع فظلّ يغني”. وكتبت: “مؤخراً تناقلت صحف “إسرائيلية” أن الفنان ينوي إحياء حفل في “تل أبيب” العام المقبل بمناسبة عيد ميلاده الـ 95، وكان قد أقام حفلة ومُنح جائزة تكريمية فيها العام 2017، عن حماية عائلته لبعض اليهود من النازية إبان الحرب العالمية الثانية”.

وأرفقت هذه الجريدة المقال بثلاث أغان يمكن الاستماع إليها مباشرة على موقعها، أبرزها أغنية “لابويم” (التائهة) الشهيرة.

جريدة “الشرق الأوسط” نشرت هي الأخرى أربعة مقالات حول وفاة أزنافور بعناوين مختلفة مثل “رحيل فرانك سيناترا الفرنسي عن عمر 94 عاما”. فيما تحدثت عن العلاقة التي كانت تربطه بمغنية فرنسية شهيرة أخرى وهي إديث بياف. وأضافت الجريدة أن إديث بياف أخذت معها أزنافور في جولة غنائية إلى الولايات المتحدة. مذكرة أن المغني الراحل كان قد ألفّ العديد من الأغاني لبياف.

صحف عربية وفرنكوفونية أخرى خصصت مساحات كبيرة لخبر وفاة شارل أزنافور آخر عمالقة الأغنية الفرنسية، فيما سيبقى العالم العربي مرتبطا بهذا الفنان كما كان هو مرتبطا به أيضا.

Share This