كتاب “تاريخ غيفوند”، المؤرخ الأرمني من القرن 8 ميلادي (3)

الفصل السادس

حول معركة المستنقع.

أرسل أبسوميروس ملك الروم وخليفة جوستنيان جيشاً وأمر بالقبض على سمبات (45) بن فاراجتيروتس الذي كان يشعر بضغينة ضد جيش الروم وينوي الثأر منه بسبب قتل الروم لوالده. وصلت قوات الروم وقاتلته في وادٍ يدعى باييك المليء بالمستنقعات. إلا أن جيش الأرمن تعرض لضربات عديدة بسبب قلة عدده ومع ذلك سقط العديد من صفوف الروم أيضاً. عندما أيقن سمبات استحالة مقاومة جيش الروم، هرب مع عدد قليل من محاربيه وابتعد جيش الروم عائداً إلى بلاده.

الفصل السابع

سأروي أيضاً حول المآسي التي لا يمكن تحملها التي أصابتنا من أبناء إسماعيل.

في السنة 16 من حكم عبد الملك، حرّض الشيطان الشرير قلبه فأمر قواته بمهاجمة بلادنا. وكان قائدهم محمد (47) السفاح والشيطان الممسوس، الذي أقسم على عقد عهد ظالم مع أميره، بألا يضع سيفه في غمده حتى ولوجه إلى قلب بلادنا وسار بغطرسة حتى وصل إلى ناحية جيرماتسور وقتل كل إنسان يلتقيه على دربه دون شفقة حسب تعهدهم. والعديدون، الذين كانوا على علم مسبقاً، انسحبوا ولجأوا إلى حمى القلاع. احتل محمد حصوناً عديدة غدراً لأنه كان يدعو إلى السلام بكلمات كاذبة لذلك كانوا يثقون به وينزلون من القلاع وكان يُعمِل في الرجال السيوف ويقوم بأسر النساء والأطفال مسبباً مضايقات وأزمات عديدة لبلادنا إلى حد كان الناس يفضلون (الموت) على الحياة بسبب العذابات ويتحسرون على المتوفين المبتعدين عن الدنيا بميتة طبيعية.

وصل محمد إلى قمة الكفر بعد سنتين لنفث سُمه المميت وخطط الموت لأخوية القديس كريكور (48) لأنه كان قد رأى جمال الأنية الفاخرة الذائعة الصيت التي جُمعت بيد ملوك بلادنا وأمرائها وشاهد أيضاً تنظيم طبقة القسس الملائكي والحياة المرتبة للرهبان وموظفي الكنيسة واستمع إلى الأناشيد الملائكية على الأرض فتقرّح فؤاده بالحسد ونصب مكيدة مميتة غدراً. فذهبت جماعة من هؤلاء الطغاة للمبيت تحت سقفهم واستيقظوا ليلاً وخنقوا أحد خدّامهم ورموا جثته في حفرة عميقة. وعند استعدادهم لمغادرة المكان عند طلوع الشمس، سألوا عن الخادم وعندما لم يعثروا عليه كبّدوهم صعوبات وعذابات عديدة. وبعد التفتيش عنه، وجدوه في حفرة عميقة كانوا قد رموا جثته فيها واعتقلوا الجميع صغيرهم وكبيرهم بذريعة ملفقة كاذبة ورموهم في غياهب السجن ثم كتبوا إلى محمد الدموي قائلين: ارتكبوا الأفعال التالية ضدنا، فأي موت يستحقون؟ وعندما علم (أمَرَ) أن يحكموا عليهم حسب ما يرون وينهبوا ما تملكه الكنيسة. بعد الحصول على الأمر الظالم ، قام الجلادون بالمنافسة بين بعضهم لتنفيذ أمر والدهم الشيطان الذي كان مجرماً منذ البداية ولم يبقَ صادقاً كما تعلمنا من الرب. وبعد إخراجهم من السجن، وهم مقيدون بالأصفاد، وبعد تهشيم أيديهم وأرجلهم قاموا بنصبهم على الأخشاب حتى ماتوا.

لذلك، مَنْ بوسعه سرد هذه المآسي التي تعرضوا لها دون ذرف الدموع الغزيرة؟ حُرمت الكنيسة المقدسة من تنظيم منبرها وصمت الصوت الذي يسبّح الخالق كذلك توقفت التراتيل الدينية والقداديس وانطفأت أنوار الأسرجة البراقة التي تضيء الليل كالنهار وزالت رائحة البخور العطرة وتمنيات الخوارنة والتسبيح الذي يقدمونه للخالق يطلبون منه السلام. ويمكن التأكيد على أن هيكل الله أصبح خاوياً من كل أناقة. يا صبر المسيح الطويل، كيف سمح للمستبدين الافتراء على ممجديه وإدانتهم بالموت الزؤام. لكنه رغب في منحهم الحياة الأبدية عوضاً عن الحياة المؤقتة ليكونوا مشتركين في عذاباته ومجده. وبما أنهم صُلبوا كالمسيح، فإنهم سيُتوّجون. وهؤلاء الذين توفوا معه سيُبعثون معه من بين الأموات ويرثون السعادة الموعودة إلى أبد الآبدين. أما عملاء الشيطان، فإنهم سيرثون علقم شتى أنواع العذابات والنار والظلام والدودة الحيّة ودموع العيون وصرير الأسنان. سيصاب بهذه البلايا كل إنسان يلجأ إلى الاستبداد.

أما محمد، الذي تحدثنا عنه، وبعد تنفيذ جميع هذه الشرور، اتجه إلى آذربيجان بغنائم كبيرة بينما ظل سكان بلادنا كحزمة من السنابل الهشة المحترقة تحت أقدام الخنازير.

الفصل الثامن

عندما ذهب القائد محمد إلى سوريا، ترك أحد الإسماعيليين في بلاد الأرمن حاكماً (49). ففكّر هذا في حيلة بحيث ينهي وجود عائلات الأمراء فيها مع فرسانهم. فعلم سمبات، الذي كان من سلالة الأمراء البقراتونيين، والأمراء الآخرون والفرسان بأفكاره الخبيثة بسرعة واستدعى بعض أمراء سلالته كآشوت بن سمبات وثيودوروس بن فارد وشقيقه آشوت وغيرهم من الأمراء لإيجاد حل لإنقاذ أنفسهم وقرر المجتمعون في نهاية المطاف الابتعاد عن البلاد واللجوء إلى ملك الروم.

افترق بعض الأمراء (50) وذهبوا إلى نواحي باسفرجان حيث يقطن ناسك لاستشارته فقد كان رجلاً مقدساً ومُنتخباً وغني بحكمته الروحية. لكنه رثى ضياع البلاد ودمار الكنائس وزوال عائلة الأمراء ولم يتمكن من تقديم أية نصيحة خلا أن يكونوا حكماء ويحترزوا من المكر. وبعد أن صلى من أجلهم، سلّمهم لنعمة الله وطلب منهم المغادرة. سار هؤلاء بمحاذاة شاطئ نهر يراسخ واجتازوا حدود أوغاييه حتى وصلوا إلى ناحية أغوري الكبيرة. أما جنود إسماعيل، الذين كانوا في مدينة نخيجيفان، فلم يتوقفوا عن ملاحقتهم، وكان عددهم يربو عن 5,000، ويتطلعون إلى القبض عليهم أحياء. وعندما علم الجنود الأرمن بتوجّه العدو النهّاب ضدهم، عبروا نهر يراسخ ونصبوا معسكرهم في ناحية فارداناكرت بينما كانت قوات التاجيك تلاحقهم. أرسلت القوات الأرمنية رسالة إلى قوات التاجيك تسألها: “لماذا تلاحقوننا؟ ما الذنب الذي اقترفناه تجاهكم؟ إن بلادنا أمامكم فقد تركنا لكم دورنا وحقولنا وغاباتنا وأريافنا فلماذا تطلبون أرواحنا؟ إسمحوا لنا بالابتعاد عن حدودنا”.

إلا أن قوات إسماعيل لم تشأ الاستماع إليهم لأن الرب كان قد قسّى أفئدتهم كي يقعوا تحت نصال السيوف. أما الجنود الأرمن، فقد تحصنوا في شوارع البلدة وعينوا حراساً حتى شروق النهار وقاموا بالصلاة طوال الليل راجين دعم يد رب الجميع القوية وعدله بينهم وبين أعدائهم. وعندما انتهت صلوات الصباح عند الفجر، قُدم قداس وتناولوا القربان بجسد الرب (السيد المسيح-المترجم) ودمه معتبرين ذلك آخر هم ضروري تجاههم. وبعد تناول طعام خفيف، نشّطت أجساهم وقاموا مباشرة ونظموا كتيبة بعد أخرى وجبهة بعد أخرى وبدأت المعركة. وصل الله العلي القدير إلى نجدة قوات الأرمن. ورغم كون عددهم أقل من 2,000 مقاتل، إلا أنهم أفلحوا في قتل العديدين بالسيف. كانت أيام شديدة البرودة والجو القارص أصلاً اشتد في ذلك اليوم وحُرم جيش إسماعيل من قوته الباسلة لأن عناصره أمضوا الليل فوق الثلوج فوقعوا فريسة السيوف. أما الذين أُنقذوا من ضربات السيف، فقد سقطوا في نهر يراسخ المتجمدة مياهه بسبب برودة الطقس فتحطم الجليد مباشرة ومات أغلبهم غرقاً. تمكنت جماعة صغيرة قوامها حوالي 300 شخصاً من الهرب واللجوء إلى حمى السيدة شوشان (أميرة أرمنية-المترجم) وكان الأمير آشوت بن سمبات يلاحقهم لقتل الفارين بالسيف. فتقدمت السيدة شوشان (51) وبرجاء حار أنقذتهم وهم عراة حفاة وجرحى وحملت هؤلاء وضمّدت جراحهم وغطت أجسادهم بالثياب وقدمت لهم خيولاً من حظيرتها وأرسلتهم إلى أمير الإسماعيليين عبد الملك فبعث لها الأمير شكره الجزيل وهدايا نفيسة.

أرسل الجنود الأرمن المغتنين بغنائم العدو الكبيرة بشرى انتصارهم إلى ملك الروم مع هدية من هذه الغنيمة هي عبارة عن خيول عربية وأنوف الجثث المجدوعة. بعد حصوله على هذه الهدية، عبّر الإمبراطور عن امتنانه الكبير للخالق وشكره لسمبات والأمراء وقواتهم. وبناء على سنن المملكة، أمر الإمبراطور منح الأمير سمبات رتبة الكوروبالات وبعد ذلك سار على رأس جيشه نحو منطقة تايك (52) ودخل إلى قلعة تدعى طوخارك لأنه كان يتحاشى أبناء إسماعيل.

قام العدو النهّاب بهجوم آخر على الجيش (الأرمن) المتواجد في مقاطعة باسفرجان (53) والتقى الجيشان في قرية كوكانك في مقاطعة الرشتونيين وكان الصدام. وعندما رأوا أنهم (الأرمن) قليلو العدد، هاجموا بقوة فأشفق الله عليهم في هذه المرة أيضاً وقام بدعمهم مباشرة ووصل إلى نجدتهم. فقاموا (الأرمن) بقتل الجميع بالسيف ولم يتمكن سوى 280 منهم على الفرار واللجوء إلى كنيسة. ولأنهم لم يجدوا أية وسيلة أخرى، فكروا (الأرمن) في إضرام النار في الكنيسة إلا أن أمير باسفرجان سمبات بن الأمير آشوت لم يسمح بذلك العمل القاصر. كان يقول: “معاذ الله أن نهين بيت الرب المجيد الذي منحنا نصراً كهذا”. فعين حراساً حتى يُكرههم هذا المكان المقدس على الخروج منه. بعد برهة، طلب أحد القواد الإسماعيليين، الذي كان رئيسهم، الصلح لنفسه كي لا يقتلوه ولجأ إلى جيش الأرمن قائلاً: “سمعنا أن أمة المسيحيين رحيمة وعندما يرون أحدهم في آسى يشفقون عليه ويرأفون به. لذلك، نرجو منكم أن تشفقوا علينا وتحافظوا على أرواحنا وخذوا الغنيمة منا”. فرد عليه القائد سمبات قائلاً: “تعلمنا من الرب أن الرحمة يجب إظهارها للرحماء فقط أما أنتم، فإنكم لا تستحقون الرحمة ولن نقوم نحن بذلك”. وعندما سمع الإسماعيلي هذا الكلام قال: “إعفوا عني على الأقل ولا تقتلوني وسأسلم الباقين لكم لقاء ذلك”. فتعهدوا في عدم قتله فدخل إلى زملائه وقال: “لا نفع يرتجى من بقائنا هنا لأنني أرى أنهم غير رحيمين تجاهنا. لذلك، لنخرج إليهم من هنا فإن قتلونا فإننا سنموت لأن مشرّعنا محمد تعهد بإدخالنا الجنة. أما إذا حافظوا على حياتنا، فإننا سنستمر على العيش”.

تشجع الجميع من هذه الكلمات وخرجوا من الكنيسة وتم قتلهم بالسيف. أما الشخص الذي وعدوه بعدم قتله، فقد رموه في البحر حياً بينما قاموا هم بتوزيع غنيمة المقتولين والانتشار نحو جهات شتى.

الفصل التاسع

بعد ذلك، وعندما علم الأمير الإسماعيلي عبد الملك بنبأ اندحار قواته، استدعى قائد جيشه محمد وأمره بجمع جيش كبير للهجوم على بلاد الأرمن وقتل السكان وأسرهم. فجمع هذا جيشاً على وجه السرعة وهدد متبجحاً أنه سينفذ ما أمر به أميره. وعندما سمع أمراء أرمينيا بمجيء العدو القوي، طلبوا من ساهاك (54)، كاثوليكوس الأرمن، اصطحاب بعض مطارنة البلاد لاستقبال قوات الإسماعيلي وعقد اتفاقية سلام مع قائدهم والقبول بوزر الخضوع لهم. فمشى الكاثوليكوس عير بلادنا محيياً الجميع بتقبيل يده اليمنى ومباركاً الرعية التي إئتمت إليه مسلّماً إياهم لرحمة الرب. وبعد مروره من خلال نزول عديدة، وصل إلى مدينة حرّان حيث مرض. وقبل وصول القائد محمد اقتربت نهايته، التي لا عودة عنها، وكتب كلماته الأخيرة التالية إلى قائد الأمير الإسماعيلي قائلاً: “بُعثت إليك من قبل أمتي لتبيان أفكاري أمامك وما يرجوه الأمراء والسكان الأرمن منك. لكن، الذي هو مصدر الحياة قد أخذني إلى جواره قبل الأوان ولم يسمح لي بمقابلتك والحديث إليك. لذلك، أستحلفك بالله الحي وأعقد معك عهداً، كما أقام جدكم إسماعيل عهداً مع الله، كي تمنح شعبي السلام وسيحضع لك بتقديم الجزية. إحفظ سيفك من إراقة الدماء ويدك من عمليات سلب الغنائم وعندئذ سيقومون (الأرمن) بإطاعتك بكل قلوبهم. أما بالنسبة لديننا، إمنحونا فرصة للمحافظة عليه لأننا اعترفنا به وآمنّا بتعاليمه واطلب من جماعتك ألا يعذبنا أحد بإكراهنا على الارتداد. فإنْ نفذت رجائي هذا، فإن الرب سيعزز حكمك ويحقق رغباتك ويطلب من الجميع الخصوع لك. أما في حال عدم رغبتك في سماع كلماتي ومهاجمتك لبلادي، فإن الله سيشتت مأربك ولن يثبّت أقدامك وسيقلب من أفئدة أفراد جيشك كي لا تنفذ إرادتك ويسبب لك مثبطات في كل حدب كي لا يترسخ حكمك. لذلك، لا تهمل رجائي كي تحل عليك بركاتي”.

عندما وصل محمد إلى حران رووا له عن رجاء كاثوليكوس الأرمن مؤكدين على أنه لم يُدفن بعدُ فقد توفي حديثاً وسلموه رسالته الموجهة له. عندما علم بذلك، قام مباشرة واتجه إلى هناك ووقف قرب جثة المتوفي وقدم تحية الاحترام حسب تقاليدهم. وكما علمنا من أشخاص صادقين، كرر محمد الكلمات التالية مرتين وثلاثة مرات ممسكاً بيده كأنه إنسان حي يرزق قائلاً: “تعرّفت على حكمتك من خلال رسالتك التي قرأتها لأنك راع شجاع مهتم برعيته فهرعت إلى إلقاء سيفي المتجبرط. أوافق على إبعاد سيفي عن الأشخاص الأبرياء. لذلك، سأحقق كل شيء رجوته مني ولتنزل بركاتك التقية علي. وإنْ لم أنفذ أية من كلماتك، فلتحل علي جميع اللعنات التي قرأتها في رسالتك”. فذهب إلى نزله بعد تلفظه بهذه الكلمات.

أما الأشخاص الذين خرجوا مع الكاثوليكوس ساهاك من بلاد الأرمن، فقد اصطحيوا جثته ووضعوها في تابوت باهر وساروا به إلى المقبرة. لقد حصل هؤلاء على عهد تحريري (55) من القائد الإسماعيلي ثم قفلوا عائدين إلى بلاد الأرمن. وعندما رأى سكان بلادنا كلمات العهد والوعد المحررة، صدّقوا بما جاء وخدموا الإسماعيليين كالعبيد.

عاد القائد محمد على رأس جيش كبير إلى بلاد الأرمن بعد فترة سلام استمرت 3 سنوات في السنة 18 من حكم الأمير عبد الملك ولم يذكر أحد تفصيلات ما جرى لجيش الطاجيك في ناحية فارتاناكرت وكان مستمراً في الحفاظ على العهد الذي قطعه شخصياً لكنه مع ذلك كان يراقب أمراء أرمينيا سراً.

توفي عبد الملك بعد أن استمر في الحكم طوال هذه المدة.

شروحات:

(45) أصبح سمبات بقراتوني أمير الأرمن في عام 693م بعد نرسيه كامساراكان في السنة التي عاد العرب لتنظيم اجتياحات جديدة ضد أرمينيا.

(46) تؤكَّد هذه السنة بشهادات المصادر الأجنبية. وبناء على المؤرخ العربي من القرن 13م ابن الأثير، أخضع محمد بن مروان أرمينيا في عام 82 هـ=701-702م.

ـ ابن الأثير، الجزء 4، ص 84.

يشهد المؤرخ البيزنطي ثيوفانس أن العرب احتلوا أرمينيا الرابعة في تلك السنوات وكان أميرها يدعى فاهان.

ـ كرونوغرافيا ثيوفانس، بون-1839، الجزء-1، ص 569، بالألمانية.

(47) محمد بن مروان هو شقيق الخليفة محمد بن عبد الملك الذي عُين نائباً للخليفة في عام 693م في ولاية أرمينيا العربية (أرمينيا الأصلية وجيورجيا الغربية وبلاد آران ومناطق بحر القزوين وباب الأبواب) والجزيرة العليا وآذربيجان. بدأ العرب باحتلال الهضبة الأرمنية في عام 792م . ظل محمد بن مروان في هذا المنصب حتى عام 709م.

(48) بناء على المؤرخ الأرمني الشهير ليو، كان هذا الموقع دير القديس كريكور في مقاطعة باكريفاند.

ـ ليو، تاريخ الأرمن، الجزء 2، ص 325، بالأرمنية.

(49) كان أبو الشيخ بن عبد الله 701-703م أول حاكم عربي على أرمينيا تحدث عنه ابن الأثير (ابن الأثير، المجلد 4، ص 84) وقال أن الأرمن قاموا باغتياله. يدعوه المؤرخان الأرمنيان القروسطيان أصوغيك وهوفهانّس دراسخاناكيردتسي بـ “عبد الله” فقط. ومن المحتمل أنهما شخصان عربيان مختلفان.

(50) كما يظهر، اجتمع الأمراء غير الراضين في باسفرجان وساروا شمالي بحيرة فان ووصلوا إلى قرية أوغايو في مقاطعة ماسياتسودن الأرمنية واتجهوا من هناك نحو الشمال-الغربي ووصلوا إلى قرية أكوري. جرت المعركة قرب نهر آراكس (يراسخ) في قرية فارداناكيرت.

(51) يبدو أن شوشان كانت أميرة من سلالة الكامساراكانيين الأرمنية ومعاملتها للعدو مثال استثنائي للشهامة.

(52) كانت مقاطعة تايك منزوية في القرن 8 م رغم وجودها في ولاية أرمينيا رسمياً لكنها في الحقيقة كانت منفصلة عن بقية المقاطعات الأرمنية وخاصة أن المذهب الخلقيدوني كان قد انتشر بين سكانها الأرمن. وكانت دايك ملجأً مناسباً للأمراء الأرمن الثائرين لأنها كانت بعيدة عن متناول يد قوات الخلافة العربية. وكون المقاطعة قرب الحدود البيزنطية، كان الاتصال مع بيزنطة يسيراً.

(53) رغم نية الأمراء الابتعاد فقط عن الأراضي الأرمنية المحتلة من قبل العرب في بادئ الأمر ، إلا أن القوات العربية قامت بملاحقتهم وأكرهتهم على القتال في فارداناكيرت. بعد ذلك عمّت الثورة ضد العرب في جميع أنحاء أرمينيا. ومن الغرابة بمكان، أن المؤرخين الأرمن لا يذكرون قتل الأرمن للحاكم العربي في أرمينيا أبي الشيخ كما الحال عند الكوفي المؤرخ من القرن 10م وابن الأثير من القرن 13م.

ـ ابن الأثير، الجزء 4، ص 84.

تشير الأحداث التي جرت في مقاطعة رشتونياتس إلى عزم الثوار الأرمن الكبير ضد المحتلين.

(54) لعب الكاثوليكوس ساهاك دزوروبوريتسي 677-703م دوراً سياسياً كبيراً في حياة أرمينيا في نهايات القرن 8 م. بناء على بعض المعطيات، أسره الإمبراطور قسطنطين أثناء اجتياحه لأرمينيا واصطحبه معه إلى القسطنطينية وعاد إلى البلاد بعد سنتين. إلا أن المؤرخ الأرمني هوفهانّس دراسخاناكيردتسي يشهد أن حاكم أرمينيا العربي المدعو عبد الله اعتقله مع أمير أرمينيا سمبات بقراتوني وسار بهما إلى دمشق مخفورين بالأغلال الحديدية لكنهما قفلا راجعين إلى أرمينيا أثناء أحداث عام 703م.

(55) كانت الخلافة العربية تقدم للسكان غير المسلمين في البلدان المحتلة أوراق عهد لتحديد حقوق الأمراء ورجال الدين الإقطاعيين وغيرها من النواحي. خلا ذلك، قدّم محمد بن مروان تعهداً بالقسم مانحاً الكنيسة الأرمنية حرية العمل والعبادة للأفراد. لكن، كان هذا العقد يمنح القليل لأن الكاثوليكوس الأرمني هوفهانّس أودزنيتسي اتجه إلى دمشق في عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز 717-720م ورجاه بتحقيق 3 مطالب:

أ. عدم إكراه الأرمن على الارتداد عن دينهم.

ب. إعفاء الكنيسة من الجزية.

ج. منح المسيحيين حرية العبادة حيثما وجدوا على رقعة الخلافة العربية.

فحقق الخليفة طلب الكاثوليكوس وقدم له عهداً موقعاً بخاتمه.

ـ المؤرخ الأرمني كيراكوس كانتساكيتسي، ص 68، بالأرمنية.

لا تعبّر الشرائع الإسلامية بوضوح دائماً حول مسألة إعتاق الكنيسة والأديرة وأراضيها عن الضرائب لأن كل شيء نسبي في نهاية الأمر وكان على الشعوب الحصول على تعهدات مكتوبة جديدة دائماً لحل مسائل عديدة.

ـ آرام تير غيفونديان، الوضع الحقوقي للشعب الأرمني تحت حكم الخلافة العربية، مجلة “لرابير”، العدد 4، 1975، بالأرمنية.

المصدر: “تاريخ غيفوند”، المؤرخ الأرمني من القرن 8 ميلادي، ترجمه عن الأرمنية: الدكتور ألكسندر كشيشيان، حلب 2010، والتي ينشرها موقع (أزتاك العربي للشؤون الأرمنية) تباعاً.

 

Share This