السجاد الأجمل فى العالم..السجاد الأرمني
أزتاك العربي- كتبت شادية يوسف في (الأهرام) المصرية مقالاً بعنوان (السجاد الأجمل فى العالم)، قالت فيه: عندما زرت العاصمة الأرمينية “يريفان”، لفت نظرى جودة السجاد والمنسوجات اليدوية، التى تقوم النساء بصناعتها، حيث يحرص كل زائر للبلاد على اقتناء “تحفة” من المنسوجات اليدوية أو سجادة.
وللسجاد الأرميني تاريخ عريق، إذ يعتبر الأرمن من الشعوب القليلة، التى بدأت فى صناعة الغزل منذ أكثر من ألف سنة قبل الميلاد، ومعروف لجميع المهتمين، أن أقدم نماذج السجاد التي تم المحافظة عليها حتى أيامنا مرتبطة بهضبة أرمينيا أو بالثقافة الأرمنية، وقد تم نتيجة الحفريات في أراضي أرمينيا اكتشاف أجهزة من الألف الرابع والثالث قبل الميلاد كانت تستخدم فى صناعة السجاد، كما تم اكتشاف قطع من السجاجيد التي يعود تاريخها إلى الألفين الأول والثانى قبل الميلاد.
إن السجاد الأرميني هو إبداع رائع، حيث إن الرموز المقدسة تعبر عن إيمان أسلاف الأرمن وآرائهم الدينية، والتي وصلت إلينا من العصور القديمة. الجزء الفريد من الفن الغنى والجميل التي تشكل فن السجاد الأرمينى هي قمة عدم تكرار النقوش والتي تكمل الألوان الطبيعية الغنية للسجاد الأرمني.
ذلك الواقع مرتبط بالصوف العالي الجودة والمياه الكثيرة والنقية ومختلف أنواع الدهان، وخاصة اللون الأحمر الذي تم الحصول عليه من دودة القرمز الموجودة في أرمينيا فقط.
كما أن الفنانين الأرمن في مجال النقش كانوا فريدين دائماً ولم يكرروا إطلاقاً نفس العمل، وحوالي 4 آلاف صورة مزينة لفن الدهان الأرمني يتم المحافظة عليها في الماتيناداران، وإلى جانب ذلك فإن نوع السجاجيد ومقاييسها وسمكها كانت تعكس صورة الطبيعة في هضبة أرمينيا.
التاجر والباحث المعروف ماركو بولو دون في كتابه أنه اندهش من السجاد الأرمني بالقول “إنها أجمل السجاجيد في العالم”.
من الشروط المهمة لتطور ثقافة صناعة السجاد الصلة السهلة بين المدن والبلدان، حيث إن الفنون كانت قادرة على التطور، والأرمن كانوا يضمنون نمط معيشتهم في الأصل بواسطة التجارة والحرف، لذا فإن السجاد الشرقي ليس له أصل عند القبائل الرحالة ولا آسيا الوسطى، إنها إنتاج الحضارات الشرقية القديمة في هضبة أرمينيا، مفترق الطرق التجارية بين الشرق والغرب والشمال والجنوب.
كما توجد جذور تاريخية عميقة لصناعة الحرير في أرمينيا، وحسب ما كتبه المؤرخون القدامى فإن تصدير الحرير في القوقاز قد بدأ في أرمينيا من آسيا الوسطى خلال القرنين الخامس والسادس الميلاديين، وقد أشاد المؤرخون بجودة الحرير الأرمني لأن الشرانق الأرمنية كانت ذات جودة عالية، وأن الخيط الذي تم لفه باليد كان أغلى نوع. ففي ذلك الحين كان يتم في مدينتي دفين وأرتاشات إنتاج دهان غالٍ جداً من دودة القرمز وكان يتم بواسطة ذلك الدهان تلوين الصوف والحرير وكان يتم تصدير تلك المنتجات إلى أوروبا تحت اسم ” قرمز” نسبة إلى الدودة المعروفة في أرمينيا.