مبدعون أرمن في الضمير الشعبي تحاط أضرحتهم بأكاليل الزهور

صحيفة (الزمان) تتجول في بلد الكنائس والمتاحف والمشاهير (2)

أحمد عبد المجيد

لا تلتفت الى جهة في شوارع يريفان الا ويواجهك اثر لشخصية مشهورة. فالمبدعون في ارمينيا من الكثرة بحيث يصعب معرفة اعدادهم، لكن الحكومات في هذا البلد الذي تبلغ مساحته نحو 29743  كيلو متراً مربعاً وضعت أكثر من دلالة على تقديرها لعطاء وسيرة كل شخصية تقف وراء قيام الجمهورية او اثراء حياتها الثقافية او تسجيل اسمها في لوائح الخالدين.

فمن التماثيل التي لا تكاد حديقة او ساحة عامة او فضاء تخلو منها الى اللوحات الضوئية المعلقة التي تحمل الصور مع ايجاز بمآثرهم، الى الشوارع المسماة باسمائهم، الى القاعات الفخمة. وخصصت الحكومات الارمينية المتعاقبة مقبرة خاصة بالمشاهير، هي في الواقع جنينة على ارض شاسعة تظللها الاشجار المعمرة وانواع نادرة من  الزهور. وقد جرت العادة ان هذه التماثيل غالبا ما تحاط بمساحة صغيرة مليئة بالشتلات الملونة التي تعكس روح التعلق بالحياة والثراء النفسي. وكانت التفاتة جميلة من صديقي انه ارشدني الى مقبرة المشاهير. وقد كان يظن انها تضم رفات الفنانين والادباء، حسب، لكنا فوجئنا بانها تضم ايضا قبور بعض السياسيين، الذين لهم منزلة في الوجدان الشعبي، برغم ان هذا الوجدان لا يبدو موحدا او متفقا على رأي واحد، وهي سنة طبيعية تسود العالم بحيث توزعت بسببها الاراء بين الاكثرية والاقلية، او مبدأ الاذعان لرأي الاغلبية في النظم الديمقراطية. وفي الولايات المتحدة الامريكية على سبيل المثال، من النادر الوقوف على رأي ثابت بشأن اية قضية، ولاسيما مواقف الاشخاص والناشطين. ويوم رحل السيناتور جون ماكين الذي شغل مناصب سيادية بينها نائب الرئيس جورج بوش الابن. وقد رحل ماكين غداة عودتي من يريفان يوم السبت 25  اب الجاري، وهو من اكثر السياسيين الامريكيين نفوذا، وقد دافع باستمرار عن سياسة خارجية صارمة لبلاده بما في ذلك الحرب على العراق والموقف من ايران وفرض عقوبات ضد روسيا. وربما لا يدرك الراحل ان 90  بالمائة من الشعب الارميني يتحدث الروسية، وان ارث الحقبة السوفياتية في هذا البلد مازال شاخصا ويعد موضع اعجاب العالم، اذ لا تجد صرحا الا وكان من انجازات الحكومات الحليفة للاتحاد السوفياتي. ولا تقرأ نصا ابداعيا الا وتجد فيه روح العمل الشيوعي الذي رسخته قيم الاتحاد السابق. وليس مستغربا اني وجدت حالة مماثلة خلال زيارتي الى جورجيا عامي 2013 و2015 . وكنت ابحث عن جديد في حياة هذا البلد دال على حداثة معمارية فلم اعثر سوى على مبنى الممثلية الاوربية المطل على نهر (كورا) الوحيد الذي يشق العاصمة الى شطرين.

مقبرة المشاهير

ولفت انتباهنا، فور دخولنا بوابة مقبرة المشاهير في يريفان مجاميع نسوية بعضها يستظل تحت الاشجار العالية تجنبا من حرارة الشمس، وهي مزعجة في النهار، وبعضها ينتشر متفرقا هنا وهناك. ورأى صاحبي كامو الذي رافقنا في هذه الزيارة ان الناس ترتاد المقبرة للترويح او الاطلاع، لكنا فوجئنا باحداهن، وهي سمينة ذات نظرات شرسة، تتحدث الينا بالارمينية طالبة عدم الاقتراب من ضريح مشيد بالمرمر الاحمر وتحف به اكاليل الزهور، ونظرت كامو فرأيته يشاطرها الشعور، وقد زم شفته في اشارة الي بــــأن الضريح يعود الى شخصية رئيس الحكومة الارمينية في الاعوام 2000-2007 . واستهجنت هذا التصرف منها ولو اني كنت اتقن اللغة الارمينية لذكرتها بالقول المأثور (اذكروا محاسن موتاكم)، فضلا عن ان تصرفها يفتقر الى اللياقة الوطنية كليا، من مبدأ اني غريب وان عليها تجنب اظهار هذا الحقد على رجل توفاه الله الذي سيقاضيه بالعدل على اعماله. واضطررت الى تجاهل تقويمها الى اندرايك ماركريان رئيس الحكومة الاسبق، واتجهت نحو ضريحه متأملا دقة البناء وجمال التصميم ونظرت الى صورته المحفورة بالشاهدة المرمرية البيضاء فرأيت ما يشبه الاطمئنان فيها. وتذكرت في تلك اللحظة طراز من البشر في بلادي التي تقتل زعماءها ثم سرعان ما تترحم عليهم وتغرق بالثناء على انجازاتهم وطريقة ادارتهم الحكم بعد فوات الاوان. هكذا فعل هؤلاء مع نوري السعيد وعبد الكريم قاسم وصدام حسين وعبد الرحمن عارف واحمد حسن البكر، اما ملوك الحقبة التأسيسية للعراق فان اكثر العراقيين يترحمون عليهم ويتمنون عودة نظام حكمهم. والحق اننا لا نفقه ثقافة الاختلاف والخلاف جيدا، وليس لدينا منطقة رمادية في الحكم والتقويم. فأما ابيض واما اسود واما انت معي او ضدي. واعود الى رؤية الامريكيين التي تختلف عن بقية الشعوب فيما يتعلق بالنظرة الى الخصوم، ولاسيما بعد وفاتهم. وبرغم ان وجود مكين بوصفه جمهورياً كان على خلاف حاد مع الرئيس السابق باراك اوباما، فان الاخير علق على نبأ وفاته بالقول (انا وجون ماكين ننتمي لاجيال مختلفة، ولكل منا مرجعيته الخاصة، التي تختلف عن الاخر، وتنافسنا في قمة الهرم السياسي، لكن لدينا قاسما مشتركا وهو الاخلاص لشيء اسمى وهو المثل العليا، التي حارب من اجلها اجيال من الامريكيين). واضاف (القليل منا سلك طريق جون ماكين، الذي تميز بالجرأة والشجاعة، وتقديم المصلحة العامة على المصلحة الشخصية). واكتشفت وانا اواصل تجوالي، ان من النادر ان يحظى زعيم سياسي بشرف دفن رفاته في هذه المقبرة، الا اذا كان قد حقق انجازا بارزا او فريدا لبلده، اما بقية القبور (الاضرحة) فهي لفنانين تشكيليين وشعراء وفنانين مسرحيين او سينمائيين كبروزك مكلتبسان وارام خاجاتوران وشاعرة ارمينيا سلفا نابوتكيان وكوميتاس (1869– 1935) الذي اطلق اسمه على واحد من اهم شوارع العاصمة، وراج مزيجيان فضلا عن الرئيس الارميني السابق ديمرجان. وتتوزع قبور حشد مؤلف من نحو 25  شخصية على فضاء مفتوح يوحي بان ارواحهم حاضرة، وان لا مكان يحجب عنها رؤية ارمينيا وهي تنمو وتكبر وتتفاعل في بيئة دولية تحظى من خلالها بالاهتمام واتساع التعليم وخدمات الصحة والبلدية والتعليم. ومن جميل ما رأيت في المكان بعض الاشجار وقد رتبت او تم قص اغصانها على هيئة الات موسيقية او طيور او حيوانات برية. ولقد سبق ان رأيت مشاهد منها مماثلة في رحلة لي الى عمان حيث تجتهد مشاتل الزهور وتتفنن في اعمال من هذا النوع، وعندما هممت بمغادرة المكان غمرني احساس بالفارق الشاسع بين هذا البلد غير النفطي وبلدنا ازاء تكريم المشاهير والمبدعين والمتصوفين، وتساءلت متى يأتي يوم نزور فيه مقبرة تضم رفات كبار شعرائنا وفنانينا وصحفيينا ورموز الثقافة والطب والعلوم والمعمار، ونضع بأيدينا اكاليل الزهور على اضرحتهم، عرفاناً وتبجيلا؟

وعلى ذكر كوميتاس فان الشارع الذي يخلد ذكــــراه يضــــم ايضا تمثالا للمبدع فهرام بــبرزيان (1968– 1878)  في شارع باباجان، على رصيف احد التقاطعات مقابل فندق دي لوكس وتحيط بمساحة صغيرة من المكان باقة من الزهور مزروعة بعناية. وكنت حريصاً على المرور به يوميا تقريبا. وتتوزع على جانبي الشارع المقاهي والمطاعم والمحال التجارية. وشهد منذ نحو سنتين حركة بناء ملحوظة برغم ان الشقق الموزعة فيه هي تركة سوفيتية لم يتم تأهيل اي قطعة منها لكنها ظلت نظيفة وتتسم بوجود محال تحت الارض، اسفلها تستخدم على الاغلب كدكاكين للخدمات السياحية او الترفيهية او التجارية. ويشهد شارع كوميتاس حركة مرور نشطة وتكثر فيه انواع من النقل العام والخدمات بدءا من الصالون وانتهاء بالحافلات (البوت) الكبيرة المصممة على السير بالكهرباء عبر شبكة معلقة على طول مسار خطوط هذه الحافلات، وبالمناسبة فان اجور النقل بانواعها زهيدة جدا في ارمينيا، وهي لا تكتفي باستخدام البنزين بل ان جل المركبات الحديثة تعتمد اليوم على الغاز في تسيير حركتها. وهذا النوع من بالوقود غير مكلف قياسا بالوقت التقليدي، وربما لهذا السبب لا يتحمل الركاب اعباء مالية في تناقلاتهم بها، وصادفت حوادث تصادم بالمركبات ملفتة للنظر، نتيجة السرعة وطبيعة قواعد المرور في الشوارع التي تخلو من الساحات الدائرية، وتكتفي بالتقاطعات الضوئية التي تشتق منها مسارات الاستدارات. ويلفت النظر ايضا في الشارع ذاته ليس نظافته حسب، بل جمال عرض السلع عبر واجهات المحال. ويبدو منظر السيدات كبيرات السن شائعا جدا وهن يستخدمن المكانس اليدوية التقليدية في تنظيف مقدمات المحال وازاحة اوراق الاشجار الباسقة التي تقطع مع مقدم الخريف او حركة الرياح. ووجدت ان الاعتماد على الايدي العاملة النسوية كبير جدا، بل وان نشاط معظم المنشآت الارمينية باستثناء المصانع الثقيلة، يعتمد كليا على النساء ولهذا يبدو واضحا زحفهن الى مواقف الحافلات حتى في الساعات المتأخرة من الليل عند انتهاء نوبات اعمالهن كل يوم، مستفيدات من اجواء الامان والحرية الشائعة في البلد والنظرة الاجتماعية السائدة التي تقدر دور المرأة وتحترم قوة اصرارها على العمل والاعتماد على النفس في الاستقلال الاقتصادي العائلي. ورأيت كثيرا من الرجال يتولون شؤون بيوتهم ويحسنون تفاصيل ادارتها، فيما يذهب ازواجهن الى العمل من الساعة الثامنة صباحا الى السادسة مساء. وبرغم اعباء العمل التي تبدو شاقة فان الزوجة لا تظهر اي نوع من التذمر او التأفف او العجز في استقبال الضيوف وتقديم الخدمة اللازمة لهم، يقودهن شعور باحترام ارادة الزوج وقبول ضيوفه، ولاسيما اذا كانوا من رعايا دول اخرى. وقدمت السيدة الارمينية (لارا) وهي زوجة (كامو) الصديق الذي رافقنا في جل مشاويرنا داخل يريفان وخارجها، مثالا يحتذى بالكرم ورعاية الضيوف، عند زيارتين قمنا بهما الى المنزل الملاصق للسكن الذي اقمنا فيه اسبوعا، فهي مربية تتصف بانسانية نادرة من خلال وظيفتها في رعاية طفلة معاقة داخل منزل عائلتها لقاء راتب شهري تتقاضاه. ومن شدة محبة هذه العائلة لها وتقدير جهودها في رعاية الطفلة فانها تمارس عملها منذ نحو تسع سنوات. كانت الطفلة بعمر سنتين وهي الان بعمر عشر  سنوات. ورأيت حجم اهتمامها بها خلال عطلة السبت التي اضطرت العائلة الى ايداعها لدى (لارا) في منزلها حتى الساعة السادسة مساء، كانت تتفقدها نائمة وتناغيها وتقبلها كأم، وهي صاحية. واهم ما تتسم به معظم شوارع يريفان، هو فسحة الحركة على الارصفة وعدم وجود تجاوزات من اصحاب المحال او الباعة الاخرون عليها. انهم يعرفون حدودهم ويساعدون في تنظيف اماكنهم ولا يتركون نفاياتهم بذمة عمال البلدية، برغم وجود حاويات مخصصة لهذا الغرض. وتجولت في شارع كوميتاس كثيرا لقرب سكني اليه، حيث يقع بمنطقة (عرب كير) قرب (ريو مول). ومشيت على قدمي مستعرضا اوضاعه شبرا شبرا. وكنت، عمليا، بحاجة الى رياضة المشي بسبب حرماننا منها في بغداد. فالارصفة عندنا لا تصلح لهذه الغاية اما بسبب التجاوزات المبالغ فيها وتمادي اصحاب المحال في استغلال فسحة الرصيف، الذي هو حق قانوني واخلاقي للسابلة، او بسبب انتشار المطبات والحفر فيها وغياب عمليات الصيانة البلدية. ومن الامور التي رصدتها في كوميتاس ظاهرتين مؤسفتين، الاولى وجود بعض حوادث التحرش الجنسي، تلميحا او تصريحا، من قبل بعض الرجال، بالنساء وتعمد التدقيق في مفاتنهن.

وقد فوجئت بهذا السلوك هناك، الشائع جدا بين شباب بغداد، وحدثت المترجمة السيدة (فيوليتا) بها فأنكرت. وعندما اكدت لها رصدي لحالات عديدة من التحرش والنظر الحاد في ارمينيا، قالت ربما، واشرت الى اني لم اجد الظاهرة في جورجيا برغم ان النساء، ولاسيما الشابات يتحلين بحرية ارتداء ملابس عصرية مماثلة. والى ذلك فاني اتمنى على الحكومة الارمينية القيام بحملة توعية لمكافحة هذه الظاهرة او الحد منها، ولاسيما ان البلد يعتمد بشكل شبه تام على السياحة وانه بلد منفتح على ثقافات العالم، وان من غير المقبول رؤية ممارسات مسيئة من هذا النوع تتفشى فيه. واتصالا بهذا الامر فاني لم ألحظ اي شكل من اشكال العنف الجسدي على اذرع او وجوه النساء برغم ان ملابسهن القصيرة تكشف اي علامة عنف قد تتعرض لها اية واحدة منهن، ما يدل على ان الرجال يعاملونهن بلطف وسلاسة، وهي ظاهرة تندرج تحت عنوان تفهم طبيعة المرأة وطريقة التعامل العاطفي معها كزوجة وحبيبة او اخت او أم.

شيوع الاستجداء

اما الظاهرة الثانية التي رصتها من خلال جولاتي في كوميتاس وسنتر المدينة، فهي شيوع الاستجداء ووجود مواطنات طاعنات في السن وبعض الرجال يمارسون هذه الطريقة في العيش، التي يجب ان لا يكون لها اثر في بلد عدد الكنائس فيه يفوق اي عددها في بلد اوربي او آسيوي اخر. واستطيع القول ان وعود رئيس الوزراء الجديد (اشبينيان) ستكون موضع اختبار امام الظاهرتين المشار اليهما. واتمنى اني اكرر الزيارة الى ارمينيا فلا تقع عيني على شاب يلاحق فتاة او يضايقها وهي منصرفة الى منزلها في المساء بعد رحلة عمل شاقة، ولا تقع عيني ايضا على سيدة طاعنة تجلس على رصيف شارع الاوبرا وقد مدت يدها تطلب الرحمة (الدرام) للعيش مما تجود به ايادي السواح وبعضهم يحارب في بلده اي طريقة مهينة مماثلة. ولاشك ان محاربة الفساد ومقارعة فلوله يقودان الى تصفية جيوبه الاقتصادية المخادعة والضارة اجتماعيا، ومنها الاستجداء او التظاهر بالعوز والفاقة او عمليات الاحتيال على الوافدين الى البلد، وقد اطلعت على بعض صورها من عراقيين جاءوا الى ارمينيا للسياحة فتعرضوا الى النصب من افراد يزعمون انهم يتولون القيام بجولات سياحية في مناطق ارمينيا البعيدة، او ينظمون جلسات ليلية في بعض المقاهي والمنتديات. وغالبا ما يكون ضحاياهم شباب قادمون مع عوائلهم فيتم استدراجهم والاستحواذ على اموالهم ثم الهرب بها. واطلعت شخصيا على قصة شاب قادم مع والده الاستاذ الجامعي، ووقع ضحية هذا النوع من (الترويج) السياحي الضار بسمعة ارمينيا.

ومن بين اكثر المشاهدات التي لفتت انتباهي ولها علاقة بالرياضة والشباب في ارمينيا، كثرة مكاتب المراهنات على لعبة كرة القدم. ليس بالنسبة للمباريات المحلية حسب، بل الدولية والاوربية خصوصا. ويستثمر الانترنت في اشاعة مثل هذه المراهنات.

انتشار مكاتب

واتاحت هذه المكاتب للراغبين اجواء مغرية في مكاتب مزودة باجهزة الحاسوب والاثاث المريح. ووجدت انها منتشرة على نحو مبالغ فيه، كما ان شركات المراهنات تتنافس على الاستحواذ واستدراج المراهنين  بحيث تتوزع في ابرز الشوارع والمناطق. وحقا كنت احدق بداخلها فلم اجد الا قلة من المراهنين لكني اكتشفت وجود مطبوعات الخاصة بها تباع في الاكشاك، التي لا تكتفي ببيع الصحف حسب بل السجائر وانواع من العصائر احيانا.

وقارنت وضع الشباب في ارمينيا بنظرائهم في العراق ووجدت ان الاولين اكثر جدية وانهم غير ميالين الى التسريحات الغريبة او ارتداء الاكسسوارات المثيرة. فهم يكتفون بحلاقة شعورهم بتسريحات طبيعية شائعة، فيما يمرح ويسرح مقص الحلاقين في بلادنا برؤوس شبابنا وبعض شيوخنا، فيحيلها الى اشكال عجيبة غريبة مدهونة بكميات كبيرة من المستحضرات الضارة والاصباغ. وانسحب الامر الى اجهزة الشرطة والجيش اذ نجد من بين المنتسبين من يحلق (حواف) او يضع (جعجولة) او يقتدي بالمارينز الامريكي او الايمو. انني لست ضد الحريات الشخصية او الموضة، لكني من انصار الاعتدال في كل شيء. وقد يكون هذا الاعتدال موجود في الغرب وغائب عندنا للاسف .

(يتبع)

Share This