كتاب “تاريخ غيفوند”، المؤرخ الأرمني من القرن 8 ميلادي (9)

 

الفصل التاسع والعشرون

تحرك ملك الروم في أيامه بجيش كبير مدجج بأسلحة ثقيلة ووصل إلى مدينة كارين (يسميها العرب قاليقلا-المترجم) (115) التي تدعى ثيودوبوليس. عندما (احتل) الملك قسطنطين بن ليو المدينة، دمّر سورها بلمح البصر وفتح الخزانة وأخذ كمية كبيرة من الذهب والفضة ووجد فيها الصليب الرباني فاصطحبه معه أيضاً. وبعد ذلك، قام بنقل جيش المدينة والساراكينوسيين القاطنين فيها مع عائلاتهم إلى بلاد الروم. ورجاه العديد من سكان المقاطعة (السماح) لإزالة وزر خدمة الإسماعيليين ومرافقته. بعد استلام الأمر، جهّزوا ما يملكون على وجه السرعة وساروا قدماً متوكلين على قوة الصليب الرباني ومجد الإمبراطور وخلّفوا وراءهم مواطن ولادتهم وافترقوا عنها واتجهوا لنواحي الإمبراطور التقي.

أما يزيد، فقد جهّز الجيش الذي كان بين يديه في السنة التالية ووصل إلى مدينة كارين وفرض جزية (116) على كل رأس في البلاد وجمع جموعاً كبيرة وعين عمالاً ومعلمين مهنة للسهر على إعادة بناء وترميم سور المدينة بهمة ونشاط ثم نقل بعض الإسماعيليين للاستيطان فيها مع عائلاتهم لمراقبة العدو والدفاع عنها ثم أمر أن تتكفل بلادنا بتأمين هؤلاء بالحاجات الحياتية من مأكل وملبس ومشرب وغيرها.

 

الفصل الثلاثون

لم تتوقف دسائس هذه الجموع المفسدة في بلادنا لأن أبناء بيليار (117) لم يكفّوا عن ترك آثار شرورهم في كل حدب. وقد ظهر بينهم كافر يشبه الأفعى اسمه سليمان اصطحب معه أشخاصاً آثمين من أطراف فارس (118) واجتاح باسفرجان واقترف شروراً كبيرة. فقام ساهاك وهامازاسب، من عائلة الأمراء الأردزرونيين، بمهاجمتهم بأعداد قليلة. فرأى هؤلاء عددهم القليل وقاموا بتطويقهم بغية قتلهم. وعندما رأى ساهاك وهامازاسب أن العدو الكاسر قام بمحاصرتهم، ولعدم وجود أية فرصة أمامهم للفرار، لجأوا إلى سيوفهم وأعملوا في جموع العدو ذبحاً وتنحوا جانباً لإيجاد طريقة للخلاص. أُصيب هامازاسب بجرح عميق فسقط من على حصانه وطوقه الأعداء وقاموا بقتله. وعندما رأي ساهاك مقتل شقيقه، عرّض نفسه للموت بسبب محبته الكبيرة له فقام بقطع أوتار حصانه (119) وهجم على الأعداء بقوة ورمى العديدين على الأرض جثة هامدة حتى أخذ بثأر شقيقه لكنه انكسر في نهاية الأمر وقُتل. وهكذا، قدّم هذان الأميران المُنتخَبان حياتيهما قرباناً فقد كانا ولدي الأمير فاهان أردزروني. بعد ذلك، أخبروا شقيقهما كاكيك والأمراء الآخرين، الذين كانوا برفقته، فاتجه هؤلاء إلى ساحة المعركة لكنهم لم يتمكنوا من اللحاق بالأعداء فعادوا بالبكاء والنحيب لدفن موتاهم. قفل الأعداء راجعين عبر الدرب ذاته فسقط سليمان بيد كاكيك أردزروني وتم قتله مع عدد كبير من محاربيه العديدين.

الفصل الحادي والثلاثون

عندما كان يزيد حاكماً، بعث رسولاً إلى ملك الشمال الذي يدعى خاقان (120) ورجاه بالمصاهرة معه كي يستتب عهد سلام بينه وبين الجيش الخزري. فأُعجب به ملك الخزر وقدم شقيقته زوجة له، وكانت تدعى خاتون، وأرسل معها خدماً وخدامات عديدة لكنها توفيت بعد فترة قصيرة وزال بالتالي عهد السلام بينهما لأن الخزر اعتبروا وفاتها مكيدة وخبثاً. وبعد جمع جيش جرار، سلّمه (الخاقان) إلى أحد قواده راجطارخان، من سلالة خاتيرليتبير، وأرسله ضد بلادنا التي كانت بيد يزيد. اجتاح جيش الخزر المناطق الشمالية للنهر العظيم الذي يُدعى كور واحتل مقاطعات عديدة: هيجار وكاغا وهاباند وكيغافي وشاكي وبيخ وخين وكابيخجان وخوغماز في بلاد آران. احتلوا أيضاً وادي باغاساكان المرغوب وساقوا من هناك عدداً لا يحصى من رؤوس الماشية والأبقار كغنيمة. احتلوا كذلك 7 مقاطعات في بلاد الآرانيين والجيورجيين: شوتشك وكويشكابور ودزلت ودزوكيت وفيليستسيخيه وتيانيت وخيرك. وبعد جمع الأسرى والغنائم الكبيرة، قفلوا عائدين إلى مواطنهم. أما ذلك المتبختر، الذي كان يقود بلادنا أرمينيا، فلم يكن بوسعه رفع رأسه بل انكمش على نفسه واختبأ ولم يعنِ له دمار البلاد أي شيء. بعد وقت قصير انضم ذلك المستبد الشرس ذاته, الذي سبب ظلاماً لبلاد الآرانيين، إلى الأمير الإسماعيلي وأرسل ابنه إلى سوريا رهينة لكنه قُتل بسرعة قرب بوابات الآرانيين.

الفصل الثاني والثلاثون

سأتحدث حول ذلك العاصي المدعو دزاليه (121) الذي أرسله عبد الله إلى بلاد الأرمن.

كان هذا مستبداً ودموياً ويتحاشاه الجميع لعدم تحملهم. استقال بعض الأمراء الأرمن وتركوا إرثهم وفروا إلى بلاد الروم ولجأوا إلى حمى الإمبراطور قسطنطين. أما زعيم عائلة الأردزرونيين كاكيك، وعندما لم يجد مكاناً يهرب إليه، انتقل بسرعة إلى حصن يدعى نكان وجمع عنده أمراء البلاد مع فرسانهم واجتاح مقاطعات زاريفاند وبوتاك وزيدرو وتاسوك وكازناك وفورمي وسورينابات (122) وغيرها في جهات آذربيجان وقام بأفعال غير محببة للرب كالمستبدين ولا يليق بالمسيحيين فقد كان يطلب الجزية بعد إعمال شتى أشكال التعذيب. وصل إلى مقاطعة هير وجاء قائد الإسماعيليين المدعو روح وجرح العديد من عناصر جيش الأرمن ولاحق الباقين حتى حصن نكان ثم طاف في مقاطعة باسفرجان لإيقاعه في شركه. وعندما أيقن زعيم الأردزرونيين تحطم جيشه، لم يستمر في أفعاله المستبدة وانسحب إلى حصنه وارتاح فيه مدة قصيرة.

بعد ذلك، جاء جيش آخر لمحاربته بقيادة محسن وأبقى الحصن مطوقاً طوال سنة كاملة. وعندما لم يفلح في القيام بأي شيء، دعاه غدراً لإقامة السلام بينهما فاعتقله وسلمه إلى الأمير الإسماعيلي فقام هذا بتقييده بالأصفاد ورميه في السجن وتكبيده لعذابات لا يمكن تحملها مطالباً بالفضة التي قام في جبايتها في بلاد الفرس. أما هو، فلم يبخل في تقديم كل ما كان لديه من الكنوز لإنقاذ حياته لكن سدىً لأنه توفي بسرعة في السجن يلفه الخزي بسبب العذابات.

بعد أن احتفظ (الخليفة) بولديه هامازاسب وهماياك مدة طويلة مكبلين بالأصفاد، وعندما رأى أنهما يزدريان إرادة الجلاد الشريرة، تنازل وتصالح معهما وأرسلهما إلى بلادنا أرمينيا بحفاوة كبيرة.

 

الفصل الثالث والثلاثون

في تلك الأيام من حكم يزيد (123) وعبد الله الآخر، اشتدت وطأة جباية الجزية (124) في بلادنا أرمينيا لأن جشع العدو الظالم الجهنمي لم يكتفِ بالتهام جسد رعية المسيح المختارة وشرب دمائها فحسب، بل أوقع بلاد الأرمن جميعها في بؤس يصعب تحمله. توقف تعدين الفضة في البلاد فقدم كل شخص ما عنده ومع ذلك، لم يجد ما يدفعه فديةً للإبقاء على حياته. وكان الجباة يستغلون الناس بتعذيبهم بشراسة بآلات شتى ويرفعونهم على المشانق. لذلك، كان العديدون يتهربون من هذه المشاهد ويختبئون في المغارات والشقوق والحفر وبعضهم الآخر يختنق بين الثلوج أو يغرق في مياه الأنهر لأن الجباة كانوا يطالبون دفع الجزية بالفضة على كل رأس ففقد الناس كل شيء. وكان الجباة يربطون بلاد الأرمن بأصفاد الفقر والجميع يتذوقون من سعير الآتون بمن فيهم الأمراء والكبار (بشكل مساوٍ).

رغم شكاوى الأمير ساهاك والكاثوليكوس تردات (125)، الذي كان من عائلة أمراء مقاطعة فاناند ، إلا أن يزيداً، الذي كان مسؤول الجباية (126) في بلادنا، لم يسمع صرختهما فعلت الأصوات ووصلت إلى عبد الله فدعا هذا يزيداً للمثول أمامه وأرسل مسلم بن بكّار عوضاً عنه. لم تمضِ بعد ذلك سنة واحدة لبكّار، عندما دعاه (عبد الله) دون سبب يذكر وبعث حسناً (127) لأن الخبث الماكر كان يحثه على تحويل بلاد الأرمن إلى مكان للتعذيب. وكان (الله) يحقق إرادة الأمراء بإرسال رفوف الجراد والبَرَد والمحل بسبب شح الأمطار وكانت دلائل غضبه تجاهنا.

وصل حسن بن قحطبة حاكماً لبلادنا أرمينيا وقوات عديدة بصحبته من بلاد خرسان وقامت بأفعال بذيئة وزادت من مصائب البلاد وفواجعها لأن الرب كان قد قسّى أفئدتهم، كما روينا سابقاً، كي يثأر من أفعالنا الشريرة فظهر محل وجرت اضطرابات. خلا ذلك، أضاف هؤلاء على كل ذلك تحقير الكاثوليكوسيين والأساقفة وضرب القسوس بالعصي وتعذيب الأمراء وتدميرهم. لم يتحمل زعماء بلادنا كل ذلك، وكانوا يئنون من وطأة الشرور التي لا يمكن تحملها. وكان الجنود يعذبون عامة الشعب أيضاً بمختلف أنواع الشرور ويضربون بعضهم بالسياط أثناء جباية الجزية ويحصرون بعضهم الآخر بين ألواح المكابس ويعلقون آخرين من المشانق ويعرّون بعضهم الآخر عن ثيابهم في أيام الشتاء القارصة ويرمونهم في البحيرات المتجمدة بعد تعيين حراس عليهم. وكانوا يعذبون الناس بطرق وحشية شتى لا يمكنني مشاهدتها.

شروحات:

(115) هاجم إمبراطور الروم قسطنطين الخامس 741-775م الخلافة في عام 752م واحتل مدينة ميليتينيه وهدم أسوارها ونقل أفراد شيعة البافليكيانيين فيها إلى ثراقيا. أفلح في جذب بعض الأمراء الأرمن إلى جانبه. والجيش البيزنطي، الذي دخل إلى أرمينيا، كان يقوده كوسان الأرمني الذي كان من منطقة أرمينيا الرابعة. طوّق هذا مدينة كارين (يسميها العرب قاليقلا والبيزنطيون ثيودوسيوبوليس-المترجم) وكان قائدها العربي أبو كريمة يملك قوات قليلة. وكان شقيقان أرمنيان قد فتحا كوة في سور المدينة فدخل الجيش البيزنطي إليها وقتل الجنود العرب.

ـ البلاذري، ص 199.

(116) أعاد يزيد احتلال المدينة في عام 754م وقام بترميمها باستخدام الفلاحين الأرمن عوضاً عن الجزية الفردية. وكانت هذه المعاملة سائدة في عهد الأرشاكونيين واستمرت حتى تلك الفترة. خلا الجزية، أكره حاكم أرمينيا السكان الأرمن على تأمين سبل معاش الحامية العربية.

ـ البلاذري، ص 199.

ـ هـ.نالبنديان، سياسة العرب الضريبية في أرمينيا، العدد 2، ص 84، 1954، مجلة “ديغيكاكير هاساراكاكان كيتوتيوننيري”، بالأرمنية.

(117) استُخدمت كلمة بيليار في الإنجيل مرة واحدة ويُقصد بها الشيطان دون شك.

ـ معجم الكتب المقدسة، القسطنطينية، 1881، ص 95، بالأرمنية.

(118) يشير المؤرخ إلى آذربيجان عندما يقول في جهات فارس فقد كانت بلاداً إيرانية ولها سكان يتكلمون بالفارسية.

(119) كان الأشخاص الذين يهدفون القتال حتى النهاية يقطعون أوتار الخيل لعدم التفكير في الهرب.

(120) ملك الشمال كان خاقان الخزر. وحسب المصادر العربية، وللتخلص من اجتياحات الخزر المستمرة وكانت أرمينيا أول ضحاياها، لجأ يزيد بن مَزيَد كذلك المنصور إلى الخطوة التالية: طلب الحاكم يزيد من ملك الخزر أن يزوجه ابنته فأرسلها الخاقان (شقيقته حسب المؤرخ غيفوند) على رأس وفد كبير مؤلف من 10,000 من أشراف الخزر يحملون 100,000 درهماً و 1,000 فرساً و1,000 بغلاً و10,000 جملاً خزرياً وأشياء ثمينة أخرى عديدة جداً. لكن استمر زواج خاتون من يزيد سنتين و4 أشهر فقط لأنها توفيت. بناء على غيفوند، نظر الخزر إلى وفاة ابنتهم بريبة واعتبروها مكيدة فاجتاحوا أراضي الخلافة في عام 762م ورغبوا في احتلال دربند (باب الأبواب) لكن سدىّ واجتاحوا المناطق المتاخمة لبحر قزوين (شيرفان) وبعد أسر 50,000 شخصاً قفلوا راجعين إلى بلادهم.

لم يكتب غيفوند حول هذه الاجتياحات، بل ذكر اجتياحهم في عام 764م وكان قائدهم راجطارخان ويسميه المؤرخ العربي اليعقوبي راسطارخان وجاء كـ أستارخان عند الطبري.

احتل الجيش 9 نواحي من بلاد آران الأصلية: هيجار (هيجيري) وكاغا (كاغاداشت) وفوستان مارزبانيان (فوستان ي مارزبان) كيغافو وشاكيه وبيخ (بيغ) وخيني (يغني) وكامبيخجان (كامبيجان) وخوغماز. أما في المناطق القريبة من بحر قزوين (شيرفان)، فقد احتلوا هاباند (كازبك) التي يعتبرها غيفوند آران. وتعرّضت مناطق فيرك بدورها (شرقي جيورجيا-المترجم) لاجتياحات الخزر واحتلوا مقاطعات شوتشك (شوجك) ودزيلدت (دزيلت) ودزوكيت وفيليستسيخيه وتيانيت ويرك (خيرك). أما في مقاطعة كوكارك الأرمنية، فقد احتلوا منطقة كويشكافور (كويشابور).

ـ أرتامانوف، تاريخ الخزر، ص 241-244، بالروسية.

(121) من المحتمل أن “دزاليه” هو صالح بن السباعي الكندي حاكم أرمينيا. يعود غيفوند هنا إلى الخلف ويذكر سلف يزيد.

(122) علينا التفتيش عن مواقع زاريفاند وفورمي وسورينابات وبوداك وزيدرو وتاسوك في باسفرجان في وسط بحيرة أورمية في مقاطعة بارسكاهايك (أرمينيا الفارسية-المترجم) أو حول هذه البحيرة. من المحتمل أن كازناك هي مدينة كانتساك التجارية الواقعة جنوبي-شرقي البحيرة.

(123) أصبح يزيد بن أُسيّد السلمي حاكم أرمينيا 3 مرات في 752-754م و759-769م و775-780م إلا أن غيفوند لا يذكر ذلك بل يتحدث هنا حول فترته الثانية ويقول أن بكّاراً بن مسلم 769-775م خلفه ثم حسن بن قحطبة 771-775م من بعده.

(124) من ميزات الحكم العربي اللافتة للنظر أكثر من غيرها السياسة الضريبية القاسية. انتظمت الأمور الضريبية كيفاً وكماً بشكل نهائي في عهد الخليفة الأموي عبد الملك وكانت الجزية فرضاً على جميع غير المسلمين وتُدفع عامة كالتالي سنوياً: الأغنياء 48 درهماً فضياً وأصحاب الأحوال المتوسطة 24 درهماً أما الفقراء 12 درهماً. ويجب دفع الجزية نقداً فقط. وكانت الجزية تجبى في أرمينيا وغيرها من البلدان عن كل أسرة حتى القرن 8 م بينما تجذرت ضريبة الرأس على كل فرد في عهد العباسيين.

كان الخراج (ضريبة الأرض) إجبارياً على الجميع بغض الطرف عن الدين وكانت تُدفع حسب مساحة الأرض ونوعية الإنتاج وكميته. وكان الخراج في عهد الأمويين يُدفع من الإنتاج إلا أن العباسيين كانوا يجبونه بالفضة نقداً. وإلى هذه الظاهرة يشير غيفوند عندما قال أن تعدين الفضة انتهى أي كميات الفضة المستخرجة من المناجم لم تكفِ لدفع الضرائب المفروضة لأن الخلافة كانت تطالب إيفائها بالنقود. وكانت الخلافة تحصل على كمية من محصول الفلاح تتراوح بين خمس الإنتاج ونصفه.

أما الضريبة العينية الطبيعية، فقد كانت تتألف من القمح في العهد الأموي. ومن أجل احتياجات الجيش كان السكان مكرهين على تقديم الأكياس والحبال والقفّازات. إلا أن الضريبة العينية في عهد العباسيين كانت مختلفة كاملة ومؤلفة بالنسبة لأرمينيا من 20 سجادة و580 قطعة قماش و10,000 رطل من سمك السورماهي المملح و10,000 رطل من سمك الترّيخ المملح و30 صقر و200 بغل.

كانت ولاية أرمينيا (المؤلفة من أرمينيا التاريخية ومناطق جيورجيا الشرقية “فيرك” وبلاد آران وشيرفان ودربند) تدفع جزية سنوية للأمويين نقداً مبلغ 4,000,000 درهماً فضياً، لكن ارتفع هذا الرقم في عهد أول الخلفاء العباسيين في النصف الثاني من القرن 8 م إلى 13,000,000 درهم فضي. خُفضت الضريبة وعادت إلى سابق عهدها في النصف الأول من القرن 9 م. وبناء على المستشرق بالتاريخ الأرمني ج. لوران، شكلت الجزية 9,000,000 درهماً والخراج 4,000,000 درهماً.

Laurent, L’Armenie, p-161.

خلا الضرائب النقدية، كان السكان الأرمن مكرهين على تأمين حياة الحاميات العربية من مأكل ومشرب في المدن والقرى وكان العامة يُجبرون أيضاً على أعمال السخرة في البناء والأشغال الشاقة الأخرى.

ـ آرام تير غيفونديان، أرمينيا والخلافة العربية، ص 193-202، بالروسية.

(125) صعد تردات الأول أوتميتسي على كرسي الكاثوليكوسية في 741-764م.

(126) لا يستخدم غيفوند تعبير حاكم أرمينيا العربي، بل تعبيرات أخرى كالقائد وزعيم الأمة وقائد القضاء والجباية.

(127) هذه هي الدورة الثانية لحكم الحسن بن قحطبة 771-775م. وبسبب طباعه الشرسة، أغضب شعب أرمينيا فقام بالثورة في عام 774-775م.

المصدر: “تاريخ غيفوند”، المؤرخ الأرمني من القرن 8 ميلادي، ترجمه عن الأرمنية: الدكتور ألكسندر كشيشيان، حلب 2010، والتي ينشرها موقع (أزتاك العربي للشؤون الأرمنية) تباعاً.

 

Share This