هل هناك تشابه بين مشكلة قره باخ والقضية الفلسطينية؟

تتناول وسائل الإعلام الأذرية والأرمنية من وقت لآخر تصريحات شديدة اللهجة تدل على أن الجانبين مستعدان للبدء بحرب واسعة النطاق. ففي باكو يدور الحديث عن ضرورة القيام “بعملية مضادة للإرهاب” في قره باخ بينما تلوح يريفان بالرد بالمثل.

وتأتي الحرب الإعلامية بين البلدين بعد فشل المساعي الروسية والأوروبية المتعددة في تقريب وجهات النظر بين العاصمتين باكو ويريفان، ما يوحي بأن يتحول الوضع في ظروف معينة من علاقات باردة إلى صدام ساخن.

ويرى مراقبون أن الوضع بالفعل شبيه بالمأزق الفلسطيني، فأذربيجان عاجزة عن تحقيق اختراق في المفاوضات، بحيث تضع في المرتبة الأولى مبدأ وحدة أراضيها بما يجعل تقرير المصير في قره باخ أمرا شبه مستحيل انطلاقا من رؤية باكو لحيثيات وأبعاد المسألة.

ومن جانبها ترى أرمينيا أن قره باخ قرر مصيره في وقت سابق وعبر استفتاءين أجريا لهذا الغرض، ولم يبق إلا الاعتراف الدولي بذلك.

وكانت قمة الدول الثماني الكبرى  التي عقدت في مدينة هانتسفيل الكندية شهدت إقرار إعلان “موسكوكا” (نسبة للمنتجع الكندي الذي جرت فيه صياغة الإعلان) الصادر عن اجتماع رؤساء البلدان المشاركة في رئاسة مجموعة مينسك لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي (روسيا والولايات المتحدة ووفرنسا).

وينص إعلان “موسكوكا” الخاص بتسوية نزاع حول قره باخ على ست نقاط رئيسية، وهي:

إعادة الأراضي المحيطة بقره باخ إلى أذربيجان، واعتماد وضع انتقالي للإقليم يضمن الأمن والإدارة الذاتية، وإقامة ممر يربط بين أرمينيا والإقليم، وتقرير الوضع القانوني النهائي للإقليم عن طريق استفتاء يتمتع بالصفة الملزمة قانونا، وضمان حق جميع المهجرين بالعودة إلى أماكنهم السابقة، توفير ضمانات دولية للأمن في الإقليم، بما في ذلك عمليات صنع السلام. وبالإضافة إلى ذلك تضمن الإعلان توصيات بالامتناع عن التصريحات والتصرفات التي من شأنها أن تترك آثارا سلبية على الوضع.

ويشير خبراء إلى أن الوضع بين البلدين ليس بالشكل الدراماتيكي الذي تصوره وسائل الإعلام. حيث يقول رئيس مركز دراسات العولمة والتعاون الإقليمي في يريفان ستيبان غريغوريان، إن قمة أستانة (الخاصة بإقليم قره باخ) كانت فاشلة.

وأكد أستاذ العلوم السياسية، النائب الأذري راسم موسى بيكوف، أن الوضع اليوم بين الطرفين المتنازعين ليس أكثر حدة مما كان عليه. وقال: “إذا تابعنا التصريحات والتهجمات التي تنشر، يمكننا أن نرى بوضوح محاولات لتأزيم الوضع. غير أن أيا من الشخصيات الرسمية لم يقدم على التصعيد”.

ومع ذلك تؤكد الأوساط الشعبية في البلدين على أن الحل السياسي أمر لا بد منه. والمثال الإيجابي في هذا المجال هو اللقاءات التي تعقد بين الرؤساء الروسي والأذري والأرمن من وقت إلى آخر.

“أنباء موسكو”

Share This