قصيدة كتبها وليم سارويان في ذكرى الإبادة الأرمنيّة

قصيدة كتبها وليم سارويان في ذكرى الإبادة الأرمنيّة

 

أزتاك العربي- نشر موقع (العالم الجديد) ترجمة عربية لقصيدة كتبها وليم سارويان سنة 1936 في ذكرى الإبادة الأرمنيّة، ترجمة رمزي ناري، وهو كاتب ومترجم ومصور عراقي يهتم بتصوير حياة الشارع، يقيم في عمّان – الأردن، تاريخ النشر: اﻷربعاء 24 نيسان 2019.

 

أَوَدُّ أَنْ أَرى أَيَّةَ قُوَّةٍ في هذا العالم تَسْتطيع

أنْ تُدَمِّرُ هَذا الجِنْسَ،

هَذِهِ القَبيلَةُ الصَّغيرَةُ مِنْ أُناسٍ لا يُعْبَأُ بِهِمْ،

مُحِيَ تاريخُها،

وَشَنَّتْ حُروبَها، وَخَسِرَتْها،

وانْهارَتْ أَساساتُها،

وَلَمْ يَعُدْ أَدَبُها يُقْرَأْ،

وَلَمْ تَعُدْ موسيقاها تُسْمَعْ،

وَحَتّى صَلَواتُها، لَمْ تَعُدْ تُسْتَجابْ.

هَيّا انْطَلِقوا، وَدَمِّروا هَذا الجِنْسَ!

 

لِنَقُلْ أَنَّنا الآن في سَنَةِ 1915 مَرَّةً أُخْرى،

وَهُناكَ حَرْبٌ في العالَمِ،

هَيّا دَمِّروا أَرْمينِيا،

وَانْظُروا إِنْ كُنْتُمْ تَسْتَطيعونَ أَنْ تَفْعَلوا هَذا.

أَخْرِجوهُمْ مِنْ بُيوتِهِمْ نَحْوَ الصَّحارى،

اتْرُكوهُمْ هُناكَ بِلا خُبْزٍ أَوْ ماءٍ،

احْرِقوا مَنازِلَهُمْ وَكَنائِسَهُمْ،

وَانْظُروا، إِنْ كانوا لا يَحْيَوْنَ مَرَّةً أُخْرى!

انْظُروا، إِنْ كانوا لَنْ يَضْحَكوا مَرَّةً أُخْرى،

انْظُروا، إِنْ كُنْتُمْ تَسْتَطيعونَ مَنْعَهُمْ مِنَ التَّهَكُّمِ

مِنْ أَفْكارِ العالَمِ الكَبيرَةِ!

 

أَنْتُمْ، يا أَبْناءَ الكِلابِ!

هَيّا انْطَلِقوا، وَحاوِلوا أَنْ تَقْضوا عَلَيْهِمْ،

لكِنْ، حَيْثُما اجْتَمَعَ اثنانٌ مِنْهُم

في أَيِّ مَكانٍ مِنَ العالَمِ،

انْظُروا، إِنْ كانوا لا يُعيدونَ خَلْقَ أَرْمينيا جَديدَةٍ!

 

وليم سارويان (1908- 1981) كاتب ومسرحي أميركي شهير من أصل أرمني. كتب في القصة والمسرحية، واشتهر بنتاجه الأدبي الغزير، ودعواته لحب الحياة والتفاؤل.

ولد في فريزنو بولاية كاليفورنيا لوالد مهاجر من أصل أرمني. عاش حياة اليتم والمعاناة بسبب وفاة والده المبكرة. ولم يكن يفكر بالكتابة ، لكن بعد أن اطلعته والدته على بعض كتابات والده، قرر سارويان أن يصبح كاتبا.

نشر كتاباته المبكرة في صحيفة (أوفرلاند مونثلي) ثم نشر أولى قصصه (العجلة المكسورة) في ثلاثينيات القرن الماضي باسم مستعار هو (سيراك غوريان). كانت البداية الحقيقية له عندما نشر مجموعته (الشاب الجريء على الأرجوحة الطائرة) عام 1934، وهي عن شاب فقير يواجه حياة قاسية في فترة الركود الاقتصادي.

أما أشهر كتاباته فهي مجموعة (أسمي آرام) المشتملة على سيرة حياته وطفولته، وقد ترجمت أغلب مجاميعه القصصية ومسرحياته إلى اللغة العربية.

Share This