بتنظيم من الكتائب ندوة مكرسة لذكرى الإبادة الأرمنية ومجازر سيفو ومجاعة جبل لبنان

بتنظيم من الكتائب ندوة مكرسة لذكرى الإبادة الأرمنية ومجازر سيفو ومجاعة جبل لبنان

 

أزتاك العربي – نظم حزب الكتائب ندوة مكرسة لذكرى الإبادة الأرمنية ومجازر سيفو ومجاعة جبل لبنان، اقيم في بيت الكتائب المركزي في الصيفي تحت عنوان “وبيبقوا أحرار”.

حضر اللقاء رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، الامين عام حزب الطاشناق النائب هاغوب بقرادونيان واعضاء اللجنة المركزية للحزب، الوزير ريشار قيوميجيان، النائب الياس حنكش، الوزير السابق جو سركيس ممثلاً رئيس حزب القوات اللبنانية، مطران السريان جورج صليبا، المطران سمباد صابونجيان ممثل كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس ارام الأول كيشيشيان، المعاون البطريركي للأرمن الكاثوليك المطران جورج اسادوريان ممثل بطريرك الأرمن الكاثوليك كريكور بدروس العشرون، مطران السريان مار ثيوفيلوس جورج صليبا ، المهندس بيار جعارة ممثلاً حزب الوطنيين الأحرار ، امين عام الكتائب نزار نجاريان ، رئيس الاتحاد السرياني ابراهيم مراد النائب انطوان بانو ممثلاً رئيس التيار الوطني الحر، أمين عام حزب الهنشاك سيبويه قالباقيان، وفد من الرابطة السريانية .
وتحدث في اللقاء الذي اداره الدكتور مارك ابو عبدالله كل من رئيس الرابطة السريانية حبيب افرام ، المديرة التنفيذية للهيئة الوطنية الأرمنية في الشرق الأوسط الدكتورة فيرا يعقوبيان ، رئيس قسم التاريخ والعلاقات الدولية في جامعة القديس يوسف الدكتور كريستيان توتل ، والباحث في المركز الماروني للتوثيق الأب اسطفان الخوري.

تحدث رئيس الكتائب النائب سامي الجميل مرحباً بالحضور وقال:” نتابع هذا الملف منذ زمن وسنستمر بحمل هذا المشعل معتبراً أنه في تاريخ لبنان الحديث لم تتم اي مصارحة ومصالحة لقول الحقيقة لبعضنا البعض، وهو الأمر الذي نطالب به منذ زمن طويل خصوصا بعد الحرب اللبنانية. ورأى ان الهروب من مواجهة المشاكل والحقيقة أضحت جزءا من العقلية اللبنانية ومن ثقافتنا كلبنانيين.

وتابع: ان عدم إحياء ذكرى المجاعة وذكرى سيفو والمجازر الأرمنية مرده الى الخوف من الحقيقة، وبالنسبة لنا لا تبنى الأوطان الا على الحقيقة ولا يبنى من دون الإعتراف بالحقيقة لأن الحقيقة هي جزء من الهوية، فإذا لم تكن لنا القدرة على مواجهة تاريخينا وعلى المصالحة مع انفسنا فلن تكون لنا القدرة على بناء هوية وبناء وطن. واعتبر ان ذلك ليس من باب التحدي او تعكير علاقات لبنان مع احد .

وانطلاقا من كل ذلك فلقد خضنا معركة كتاب التاريخ وكانت معركة جد قاسية مع الحكومة اللبنانية آنذاك عندما وضعت مسودة كتاب جديد للتاريخ والتي مرت مرور الكرام على كل ما نتكلم عنه اليوم. فكلمة ارمن وسريان لا وجود لها في الكتاب الذي كان يصاغ، وخضنا معركة كبيرة لإيقاف هذه المسودة، ولا تزال معركتنا مستمرة لإعادة النظر بالموجود الذي هو غير مقبول اكان كتاب التربية المدنية او كتاب التاريخ الذي يقف في زمن معين كما ان الزمن القديم فيه لم يوضع بطريقة موضوعية ولم يأخذ بعين الإعتبار كل ما نتطرق اليه اليوم.
وعن موضوع النواب والتمثيل النيابي للسريان قال: قدمنا اقتراح قانون لزيادة عدد النواب من اجل ان تمثل الطائفة السريانية في مجلس النواب وهو موجود في مجلس النواب والمطلوب من الكتل النيابية ان تساعدنا لإقراره.
وقال: لقد وضعنا ايضا اقتراح قانون وتحدثت فيه مع الأمين العام لحزب الطاشناق هاغوب بقرادونيان ومع الزملاء في حزب الهنشاك و الرامغفار ومع كل اصحاب السيادة وقمنا بجولة واسعة مع كل المعنيين من اجل تكريس يوم وطني للأحداث الثلاثة: سيفو و المجازر الأرمنية والمجاعة . واقترحنا احياء هذه الذكرى بشكل موحد وتذكير اللبنانيين بها كي لا تتكرر في المستقبل. نحن لن نتوقف عن قول الحقيقة وإن كان للبنان ميزة فهي انه واحة حرية، ويوم نفقد هذه الحرية ونخجل بتاريخنا ونخاف من ذكره نفقد مبرر وجودنا في هذا البلد الذي قدمنا فيه الشهداء في الماضي والحاضر ثمنا لحريتنا، ولذلك لن نتراجع والأهم ان نثبت هذه المعلومات في كتاب التاريخ و في القوانين اللبنانية و في آدائنا وفي ممارساتنا اليومية.

وشكر النائب الجميّل الحضور وقال: نتمنى ان تبقى هذه اللحمة وان يكون لدينا القدرة على العمل سويا على الأمور التي تجمعنا من دون حواجز وان نكون يدا بيد من اجل تثبيت هويتنا واحترام كرامتنا في هذا البلد.

ألقى الدكتور مارك م. ابو عبدالله محاضرة تحت عنوان “الأبعاد الجيوسياسية لعلاقات السلطنة العثمانية مع الأقليات في الشرق” وقال :”ان اختيار الزمان، ٦ ايار، له رمزية خاصة، ففي هذا النهار من العام ١٩١٦ تمّ اعدام مجموعة من اللبنانيين الاحرار على بُعد امتار من البيت المركزي الكتائبي. كما ان اختيار المكان له رمزية خاصة فهنا في هذه القاعة اتخذت قرارات تاريخية ومصيرية دفاعًا عن لبنان. ان هدف مؤتمرنا اليوم هو استذكار الأحداث المؤلمة التي حصلت والتضحيات التي قدموها أجدادنا لنبقى احرارا؛ وما استذكار هذه الاحداث الا بهدف تفادي تكرارها في الحاضر والمستقبل كما بهدف بناء مجتمعات مسالمة.

من أسبوع تحدث رئيس الحزب النائب سامي الجميل في جبيل مدينة الحرف والسلام واستوققني في كلامه جملة قال فيها “موقفنا كحزب كتائب هو موقف قوي لانه حر وغير مرتبط بأحد.” ونحن اليوم نستذكر اجدادنا الابطال الذين كان موقفهم قويًا واستشهدوا ليبقوا احرار.

المؤتمر انطلق مع الحديث عن الاطار العام للعلاقات التي كانت قائمة بين السلطنة العثمانية وبين الاقليات المسيحية. كما استعرض الدكتور ابو عبدالله نشأة السلطنة العثمانية وعلاقاتها مع الأقليات المسيحية التي كان محورها مجموعة من المصالح استفاد منها الطرفان. الا انه، ومع تدهور احوال السلطنة في اواخر القرن السادس عشر، ساءت تلك العلاقات وقامت السلطنة بفرض قوانين صارمة على المسيحيين ما دفع جزءاً كبيراً منهم الى توثيق علاقاتهم بفرنسا وبروسيا. وقال ان تمتع المسيحيين في الشرق بحقوقهم السياسية والدينية والاجتماعية والاقتصادية لا يمكن ان يحصل الا من ضمن دولة قائمة على مبادئ المواطنة والحرية الشخصية وكرامة الإنسان.

وأكد حبيب افرام تحت عنوان “سيفو ذاكرة للمستقبل”، على انه من غير المقبول ان يستمر البعض بإنكار هذه المجازر التي نملك حولها مئات الوثائق والصور، ولا بد من التذكير بها كما المطالبة بالاعتراف بها بأنصاف السريان .وقال افرام :” ان الذاكرة لا تهجر وهذه ليست ذاكرة وهمية ولا مبتدعة او ذاكرة للانتقام بل هي ذاكرة للغد. وتابع الضمير العالمي يجب ان يبقى متيقظاً لحقوق كل انسان. الحق ليس للقوة بالضرورة .

وتحت عنوان “الابادة الارمنية، الالتزامات التاريخية والتعويضات” تحدثت مديرة مكتب القضية الأرمنية في الشرق الأوسط فيرا يعقوبيان عن مسألة التعويض، مشيرة إلى مقاومة تجري في العادة للتعويضات ضمن نطاق جيوسياسي تهيمن عليه مصالح الدول القوية من منطلق وعلى اساس ” الواقعية” وتابعت :” نجحت بعض الحركات القائمة على الالتزام الأخلاقي في بعض الحالات في إحداث تغييرات ايجابية عميقة على الرغم من المقاومة التي ابدتها المصالح القوية. مشددة أن الأرمن يكالبون الاعتراف بالابادة الأرمنية والتعويض المادي والمعنوي.

 

بدوره أشار الدكتور كريستيان توتل ضمن عنوان “اهمية ارث مجاعة جبل لبنان” الى ان مجاعة جبل لبنان هي أكبر فاجعة في تاريخ بلدنا حيث ادث في ثلاث سنوات الى مقتل ثلث سكان جبل لبنان أي نحو مئتي ألف شخص . ولكن هذه الفاجعة وعلى ضخامتها غير مذكورة الا في ثلاث أسطر من كتاب التاريخ وليس هناك سوى عشرين صورة عن المجاعة الكبرى في ارشيف عائلة عيسى الخوري كما ان هناك آلاف الوثائق عنها في ارشيف الرهبنة اليسوعية وفي ارشيف بكركي .

أما الأب اسطفان الخوري قال تحت عنوان “مجاعة جبل لبنان في التاريخ والوجدان” ان الخط اللبناني يعتبر بأن المجاعة شكلت الثمن الأغلى الذي دفعه اجدادنا عبر تاريخهم ولم توازيه حتى تاريخه اي تضحية اخرى حفاظاً على الحرية الدينية والكرامة الانسانية والحقوق المدنية والذي استحق لنا لقيام دولة لبنان الكبير المستقلة. وعليه يرفض رفضاً قاطعاً مقولة ان اعلان 1-9-1920 قدم لنا على طبق من فضة وتابع :” أنني اتأثر جداً عندما ارى ان اكثرية اللبنانيين يذكرون المجاعة اليوم ككارثة طبيعية ولا يرون اسبابها الحقيقية وأبعادها ونتائجها ولا يستقون الدروس منها .

Share This