مذبحة الأرمن.. جريمة تركيا التي لم تعرف إنسانية ولا إسلام

مذبحة الأرمن.. جريمة تركيا التي لم تعرف إنسانية ولا إسلام

تمر اليوم، 24 أبريل، الذكرى 105 لجريمة الأبادة الجماعية الأضخم في العالم، والمعروفة باسم مذبحة الأرمن، والتي قامت بها تركيا تحت شعار الدولة العثمانية ضد الأرمن، وذلك خلال عام 1915 على هامش الحرب العالمية الأولى، والتي أدت لقتل مليون ونصف من الأرمن، بحسب تقاريرهم.

مذبحة الأرمن التي يندى لها الجبين قامت بها الدولة العثمانية وهي على شفاه الانهيار، لم تراعي دين ولا إنسانية، قتلت الأرمن خلالها بكل خسة وندالة، بطعن في الظهر، ولم تقم العثمانيون بالاعتراف، فكابروا وتتواصل مكابرتهم تحت شعار دولتهم الجديدة تركيا، فيرفضون الاعتراف بمذبحة مر عليها أكثر من قرن من الزمان.

أرمينيا تحيي ذكرى مذبحة الأرمن
وأحيت دولة أرمينيا ذكرى مذبحة الأرمن، ولكن بشكل طفيف، نظرًا لانتشار فيروس كورونا، فتم إلغاء مسيرة المشاعل التي تنظم العاصمة الأرمينية بريفان، كما تم غلق الطرق اتجاه النصب التذكاري لعملية الإبادة الجماعية التي قامت بها السلطات العثمانية ضد الأرمن.

وقال الرئيس الأرميني أرمين سركيسيان إن إحياء الذكرى الخامسة بعد المئة لهذه المأساة تتم بمراسم فرضها عليهم الوفاة مؤكدًا أنهم يتذكروا الضحايا كل الوقت وفي كل مكان، ولا يهم أين نكون في العالم.

وقامت السلطات الأرمينية، أمس، بإطفاء الأنوار العامة ودقت أجراس الكنائس في البلاد، وقام المواطنون بإطفاء أنوار منازلهم ليعم الظلام البلاد ويحيوا ذكرى ضحايا الخديعة.

تركيل والأرمن في البداية
خضعت أرمينيا للحكم العثمانية بشكل تام عام 1639، لكنهم تم معاملتهم كمواطنين درجة ثانية، ووصفوا باللغة التركية بكلمة “جافورس gavours” أي كافر كنوع من التحقير لهم، فمنعوا من إقامة الكنائس كما أنهم عوملوا أسوأ معاملة، فتم فرض ضرائب باهظة عليهم من قبل الأتراك والذين استعانوا بالأكراد من أجل السيطرة والإغارة دائمًا على الأرمن.

وكان نظام الخلافة العثمانية لا يرى أن الأرمن لهم حقوق في الشهادة ضد المسلمين، كما أنهم منعوا من حمل السلاح وركوب الخيل وبيوتهم لا ترتفع عن بيوت المسلمين، كما تم منعهم أحيانًا من رنين أجراس الكنائس.

القصة أبعد من ذلك
بدأت المذابح ضد الأرمن منذ السلطان عبد الحميد الثاني، فرغم رفض الأرمن التدخلات الغربية للحصول على حقوقهم لم يشفع لهم هذا من السلطان العثماني الذي شكل جماعة من المرتزقة عرفت باسم الخيالة الحميدية، بحسب التقارير معظمهم من الأكراد المسلمين الذين وعود بدولة لهم، تم حنث هذا الوعد عقب ذلك، ليعيسوا في الأرض فسادًا باسم الدين.

الخيالة الحميدية التي شكلت بأفكار بأن الأرمن كفارًا ويجب قتلهم، فتم قتل 100 ألف شخص من الأرمن وذلك خلال الإغارة عليهم وانتهاك حرمتهم، لتكون أحد أهم الجرائم التي أدت لإدانة دولية للباب العالي العثماني.

مذبحة آخرى قام بها الأتراك العثمانيين في عام 1909، عقب خلع السلطان عبد الحميد وقتها، وراح ضحيتها حوالي 30 ألف شخصًا من الأرمن، وهي الجريمة التي أسفرت عن إدانة شيخ الأزهر سليم البشري وقتها لها للمذبحة العثمانية ووصفها بأن قتل الأرمن حرام شرعًا.

أم المذابح.. 15 أبريل 1915
تصاعدت طلبات الأرمن بمنحهم حقوقهم في حكم ذاتي وقوانين خاصة بهم، ليكون الرد العثماني والتركي عليهم عنيفًا فتم القبض على مئات من الشخصيات الأرمينية المؤثرة، واقتيادهم للأستانة، وتم قتلهم في تلك الفترة، وتكون بداية مذبحة الأرمن.

في تلك الفترة كانت هناك رغبة في التخلص من الأرمن، فتم نزع سلاح الرجال واقتيادهم لمعسكرات وقتلهم فيما بعد، بينما تم تهجير قصري للنساء والأطفال والعجائز من منازلهم التي استولى عليها مليشيات تركيا والدولة العثمانية وقتها بحجة أنها بلاد وأرضِي مسلمة، وتم الاستيلاء على كل شيء يملكه الأرمن.

كانت رحلة الأرمن باتجاه بلاد الشام، فتم سيرهم على الأقدام ومنع عنهم الطعام والشراب إلا القليل، ومن يتباطئ من التعب يتم ضربه حتى الموت، ليموت مليون ونصف شخص جوعًا وعطشًا وأحيانا باغتصاب النساء،

فر من المذبحة التي لم تعرف إنسانية ولا تعاليم الإسلام من فر للشام ومصر ويمكثوا فيها بعدما وجودوا ترحبًا كبيرًا من المصريين ويخرج منهم كتابًا وفنانين تحتضنهم أرض الكنانة، أبرزهم أنوشكا ونيلي والطفلة المعجزة فيروز وغيرهم.

وترفض تركيا الاعتراف بجريمتها الآثمة وتراوغ بأن عدد من ماتوا 300 ألف أحيانًا وأنهم ماتوا بسبب حرب أهلية وأنهم قتلوا أيضًا نصف مليون مسلم، وأحيانًا آخرى بأن تهجير الأرمن حدث بسبب خيانتهم لتركيا ووقفوهم بجوار روسيا في الحرب العالمية الأولى.

https://elyomnew.com/news/Details/44133?n=%D9%85%D8%B0%D8%A8%D8%AD%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D9%85%D9%86.._%D8%AC%D8%B1%D9%8A%D9%85%D8%A9_%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A7_%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A_%D9%84%D9%85_%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%81_%D8%A5%D9%86%D8%B3%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9_%D9%88%D9%84%D8%A7_%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85

Share This