الإبادة ثقافية أيضاً

ما تقوم به أذربيجان في أرتساخ يندرج تحت بندين من الإبادة ، الإنسانية والثقافية ، فعندما تدك المدفعية والمسيرات والطائرات الأذربيجانية عاصمة صغيرة وجميلة مثل استباناكيرت بكل أرجائها،أو بلدة صغيرة كانت عاصمة تاريخية وتعرضت للكثير من المآسي والدمار قبل تحريرها، فهذا يعني أولاً استهداف المدنيين لقتلهم أو تهجيرهم، والتهجير نوع من الإبادة أيضاً.

أما الإبادة الأخرى فهي ثقافية ، وهذا ليس بغريب على الطوراني بعامة والعثماني بخاصة والإسرائيلي بأكثر خصوصية ، وهو يتجلى بقصف التراث الحضاري من مباني وعمارات وصولا لمحاولة تدمير الإرث الروحي الأرمني المتمثل في كاتدرائية المخلص في شوشي ، والتي استغرق ترميمها سنوات طويلة بعد أن طالها القصف في الحرب السابقة.

البارحة قصفت مرتين، والغاية التدمير لإزالة الرمز الأبرشي والديني الأهم لأرتساخ ، وهذا يعني محاولة محو الذاكرة الروحية لأرمن المنطقة، ويعد هذا إبادة ثقافية، لإثبات الادعاء بعدم أحقية الأرمن بأرتساخ عبر تدمير معالمهم الثقافية والدينية.

هكذا يفكر العقل الطوراني الإلغائي وحلفاؤه..ولكن إرادات الشعوب ذات الهويات الواضحة كالأرمن ستبقى أقوى.

في المقابل، وخلال اتصال مع صديق قال أمس إنه متخوف من إصابة مسجد شوشي ، لكنه اليوم قال” الحمد لله أنه لم يصب”، هذا هو الفرق بين العقل المتحضر والجزمة المتخلفة.

* صور لكاتدرائية المخلص أخذتها العام الفائت ، وڤيديو قصير للدمار الذي ألحقه العدوان بها، ولمن يريد المزيد الصور موجودة على الانترنت.

غسان الشامي

 

 

 

 

 

 

 

Share This