التمثيل الأرمني الصحيح

04-04-2022 | 10:13 المصدر: النهار –

كريس جبّور

“التمثيل الأرمني الصحيح” لطالما سمعنا هذه العبارة، واعتبرها البعض طائفية، وكأنّ لبنان بلد علماني وهناك مجموعة من الطائفيين وهم الأرمن…

في ظلّ النظام الطائفي في بلدنا، ومن أجل الانتقال إلى نظامٍ جديد غير طائفي (وهذا الأمثل)، وبعيدًا عن الشعارات الشعبوية، يجب طمأنة كل الطوائف أنّ حقوقها محفوظة وستبقى محفوظة في النظام الجديد دون إلغائها، وأنّ مَن سيجلس على طاولة المؤتمر التأسيسي هو حريص عليها، لكي يقبل الجميع الذهاب إلى مؤتمر تأسيسي والانتقال إلى نظام جديد… فالخوف من الآخر ومن ضياع “الحقوق” سيمنع التغيير في النظام.

فما هو “التمثيل الصحيح” في البيئة الأرمنية؟

عام 2000، شعر الأرمن بالغبن، حين خسر مَن كان يمثّلهم في السياسة اللبنانية، على حساب نوّاب ضاعوا في تكتلات كبيرة وأصبحوا مجرّد أرقامٍ إضافية في التصويت. وقتها علم الأرمن المعنى الحقيقي لعبارة “التمثيل الصحيح”.

يعتبر أكثرية الأرمن في لبنان أنّ حزب الطاشناق يمثلهم بالشكل الصحيح، كونه الحزب الأرمني الأكبر في لبنان. فكيف يجسّد الحزب ذلك.

يقف الحزب، قدر الإمكان، إلى جانب جمعيات عديدة ليجعل الأرمن مجتمعاً منتجاً. فيدعم نادياً رياضياً ليشجّع الشباب على الرياضة، وجمعية ثقافية لينمّي بداخلهم موهبة الأرمن الفنّية. بالتالي، يكون بذلك قد أبعد شبابه عن الأمور السيّئة كالمخدرات وألعاب الحظ وغيرها.

كذلك يدعم حزب الطاشناق جمعية صليب الإغاثة الأرمنية لحث المواطن على مساعدة الآخر وتقوية التضامن الاجتماعي بين بعضهم البعض.

فالتمثيل الصحيح إذًا هو بالاستثمار الإنساني لخلق بيئة سليمة لناسه، فيتعلم الفرد الأرمني القيم والمبادئ ليكون مواطنًا صالحًا في المجتمع، وليس بشراء أصوات في الإنتخابات.

بالإضافة إلى ذلك، لم ينسَ الأرمن، وحتّى يومنا هذا، المجازر التي ارتكبت بحق أجدادهم. فالتمثيل الصحيح هو مَن يطالب بحقهم هذا أيضًا، كما يفعل حزب الطاشناق من خلال لجنة الدفاع عن القضية الأرمنية في لبنان، وليس مَن يستغل إسم الوالد الأرمني عند كل استحقاق إنتخابي لجلب أصوات الأرمن أو مَن يستذكر الأرمن فقط في 24 نيسان بمؤتمر من هنا وحلقة تلفزيونية من هناك.

وأخيرًا، يتجسّد التمثيل الصحيح بالتشريع في المجلس النيابي وبتقديم إقتراحات قوانين مفيدة وبالعمل المنتج في الوزارات، بعيدًا عن الجو السياسي المتشنّج والشعبوية المزيّفة.

 

إذًا عبارة “التمثيل الصحيح” واقعية. فبين مَن يستخدم كل إمكانياته الوطنية والاجتماعية والأخلاقية والفكرية والعقائدية لدعم جمعيات ثقافية واجتماعية، ونوادٍ رياضية ومدارس، وبين مَن يستخدم قدراته الشعبوية والمالية لشراء أصوات… بين مَن يطالب بحقوقهم الحالية كمواطنين أو التاريخية كأحفاد ناجين من الإبادة، وبين مَن يحاول إستغلال عاطفتهم لإشعالهم وقوداً انتخابية ويدوس على جثث شهدائهم ليعلو نائبًا.

الأرمن عبّروا عنها دائمًا، وسيختارون التمثيل الصحيح في الانتخابات المقبلة.

 

Share This