إستقبل قداسة كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس لبيت كيليكيا آرام الأوّل كيشيشيان قبل ظهر يوم الجمعة 8 كانون الأول 2023 المجلس البلدي في بلديّة برج حمود وعلى رأسه رئيس البلديّة مارديك بوغوصيان.
وألقيت بإسم المجلس كلمةً جاء فيها:
” صاحب القداسة،
يتشرّف المجلس البلدي لمدينة برج حمود بزيارتكم اليوم لهدفين: أوّلهما، نقل أخباراً سعيدة، وثانيهما الإعراب عن عميق شكره وامتنانه.
قداسة الكاثوليكوس،
لنا اليوم شرف وسعادة إبلاغكم بأنّ المبنى الأوّل من مجمع سان جاك قد بدأ بإستقبال سكانه، وصار منزلاً لعدد كبير من العائلات. إلى ذلك، نتوقع اكتمال واستلام المبنى الثاني بحلول شهر شباط القادم.
لا يسعنا في هذه المناسبة إلّا أن نتذكّر أن هذا المشروع كان يواجه مخاطر كبيرة، حتّى أنّنا كنّا على وشك فقدانه قبل فترة وجيزة.
في تلك اللحظة الحرجة، قداستكم استجبتكم لالتماسنا.
وانطلقتم من ادراككم لأهميّة هذه المشروع للتجدّد المديني في برج حمود، والمحافظة على نسيجها الأصيل، إلى جانب دوره في مواجهة أزمة إجتماعيّة حرجة، الا وهي أزمة السكن.
كما وأعربتم عن ثقتكم ببلدية برج حمود ومجلسها البادي.
قداسة الكاثوليكوس،
إنطلقتم من كلّ ما سبق لتمنحوا هذه المبادرة دعمكم ورعايتكم. وبفضلكم، تجاوز المشروع مرحلة الخطر، واستعاد زخمه واندفاعه، وها هو اليوم في مساره الطبيعي.
إزاء ذلك، لا تكفينا تعابير الشكر والإمتنان للإعراب عن عمق تقديرنا.
ولا يسعنا إلا أن نضيف عهدنا لكم والتزامنا أن نبقى أهلاً لثقتكم الغالية، ومباركتكم ودعمكم الثمينين، ونستمرّ بخدمة مدينتنا ومجتمعنا بتفانٍ وإخلاص.
شكراً لكم، صاحب القداسة.”
وقدّم رئيس البلديّة مارديك بوغوصيان بإسم المجلس البلدي هديّة تذكاريّة، عربون شكر وامتنان.
وردّ قداسة الكاثوليكوس بكلمة رحّب فيها بالوفد، مشدّداً على أن دار الكاثوليكوسية ليست داراً للأرمن، بل لعموم اللبنانيين بمختلف فئاتهم وانتماءاتهم، لذا أبوابها مفتوحة للجميع دون أي استثناء.
وقال قداسته “لبنان ليس قطعة أرض فقط، بل هو نموذج ورسالة وإيمان. من هنا أهميّته للعالم، ولنا نحن كأرمن”.
وشرح مذكّراً بأن “الأرمن الناجين من الإبادة وجدوا في لبنان الملاذ والحضن، فانطلقت قيامتهم بعد تلك الجريمة من لبنان بالذات فصار وطن الأرز قبلة أنظار كلّ الأرمن في كلّ العالم”. وأعطى مثالاً ما عاينه خلال زيارته الأخيرة للولايات المتحدة الأميركية، حيث كان واضحاً اهتمام الأرمن هناك بلبنان وأوضاعه وحاجاته.
وشكر قداسته المجلس البلدي وقال: “لا يوجد أرمني في العالم بأسره لم يسمع ببرج حمود”، وأشار إلى أهميّة هذه المدينة كنموذج مصغّر للتنوّع اللبناني، معرباً عن سعادته لانعكاس هذا التنوّع في مجلسها البلدي، الذي يجب أن يضطلع بدور مكمل ومساند لجهود رئيس البلدية بهدف تحسين وتطوير المدينة.
وشدّد قداسة الكاثوليكوس آرام الأوّل على وجوب أن تكون برج حمود مثالاً يحتذى ليس في العيش المشترك فقط، إنما أيضاً في الإنتظام العام حيث يحترم الجميع دون إستثناء، من لبنانيين وأجانب، القوانين والأنظمة.
كما اهتم قداسته بما تقوم به البلدية من أجل إعادة إحياء النشاط الاقتصادي في برج حمود، بهدف تحسين الظروف الإجتماعية والمعيشيّة.