«أحلام أرمينية».. لوحات عن «النوستالجيا»

أمانى زهران

هى لوحات بعبق «النوستالجيا» وصوت «التاريخ». تروى روايات آخاذة عن البصمة الفنية للجالية الأرمينية فى مصر. تلك الجالية التى بلغ أوج عطائها الفنى والثقافى فى بدايات القرن العشرين. ومن أجل استعادة بعض نماذج هذه البصمة، وبعض مشاهد هذا العطاء، كان معرض «أحلام أرمينية»، الذى نظمه الأستاذ مصطفى عز الدين، بهدف إلقاء الضوء على التداخل والتأثير المتبادل بين الفن المصرى والأرمينى. وذلك جنبا إلى جنب مع أعمال أربعة فنانين معاصرين من أرمينيا.

الفنانون الأربعة الذين يستعرض المعرض أعمالهم المعاصرة هم : أبراهام ساهكيان، وأرمين ڤهراميان، وروميو أڤاجيان، وأليك أليكيان. وتمثل أعمالهم مزيجا من الفن التجريدى، والطبيعة الصامتة، والتشخيص. وعلى الرغم من التنوع فى الأساليب، إلا أن هناك خيوطا مشتركة بين الأعمال بسعيها لإحياء أجواء الحلم والخيال.

قدم الفنان «أبراهام ساهكيان» مجموعة من لوحاته التى تحتل فيها الأنثى البطولة، كما فى لوحة تصور عازفات على الفلوت والكمان، أوسيدات الطبقة الراقية وهن يرفلن فى ثيابهن الحريرية أثناء تناول القهوة أو نساء الريف وهن يغزلن الصوف. وذلك بخلاف أعماله التى تجسد طبيعة صامتة ساحرة. وساهكيان هو رسام أرمينى بارز، وُلد عام ١٩٦٤ بالعاصمة يريفان، وتم عرض أعماله فى أوروبا ،ويشغل حاليًا وظيفة أستاذ فى أكاديمية الفنون فى أرمينيا.

بينما يمتلك الفنان أرمين ڤهرميان، نهجا تصويريا شاعريا وفرشاة رسم مثيرة للاهتمام لا تظهر لنا المشهد كما هو فحسب، بل تظهر لنا أيضًا أصداء تاريخية للشخصيات التى تمشى فى مناظره الطبيعية. وتجمع لوحاته بين الرجل والمرأة فى أعمال تتسم بالتجريد الهندسى بألوان عميقة وغنية. فقد تأثر أرمين، الذى ولد فى قرية «أردڤى» والتحق بالتعليم الفنى الرسمى بالمدرسة المهنية للفنون عام 1985، بمخطوطات وفنون العصور الوسطى.

أما الفنان روميو أڤاجيان، الذى وُلد فى يريفان عام ١٩٧٣، فقد قادته موهبته الفطرية فى الرسم إلى «مدرسة الفنون» فى يريفان ثم تابع دراسته الأكاديمية الفنية، قبل أن يصبح عضواً فى اتحاد الفنانين فى أرمينيا منذ عام٢٠١٠ . وساهمت هذه التوليفة ما بين الموهبة الفطرية والدراسة المتعمقة إلى اعتماده أسلوب تجريدى مميز يتيح له التعبير الحر عن أفكاره.

وذلك فيما عكست أعمال الفنان أليك أليكيان، المولود عام 1966، فرحة الحياة الممزوجة بتأثيرات شرقية وغربية. وكانت هذه التأثيرات نتاج دراسته متعددة المراحل للفنون، وتجسدت فى أعمال كانت حاضرة فى العديد من المعارض حول العالم.

تتقابل أعمال الفنانين الأربعة من إبداعات مجموعة من أبرز التشكيليين الأرمن والذين تفتحت موهبتهم وتطورت على الأراضى المصرية، مثل بوجوس تاتيكيان، الذى ولد عام ١٨٢٠، وبدأ منذ عام١٨٤٠ فى رسم لوحاته التى تعكس الطابع المحلى للأحياء بهدف جذب انتباه السياح الأجانب. كما قام تاتيكيان بإعداد لوحات وطباعة جراڤير، بتقنية الحفر، لسلاطين الدولة العثمانية قديما. بعضها عرض فى كبرى المتاحف، وإحداها محفوظة فى مكتبة أتاتورك بإسطنبول.

أما الفنان چون باباسيان، فقد ولد عام ١٩١٤ فى الإسكندرية، وكان يسافر بشكل متكرر إلى أوروبا للدراسة ولاحقًا لعرض أعماله. تميز أسلوبه بالمزج بين التعبيرية والفن شبه التجريدى. وقد شارك فى إخراج ديكورات العديد من الأعمال المسرحية والسينمائية فى مصر

أما الفنانة روز باباسيان، فقد وُلدت فى الإسكندرية عام ١٩٣٥، ومنذ عام ١٩٥٣ ولسنوات عديدة درست تحت إشراف الفنان الراحل أشود زوريان. وفى عام ١٩٥٦ فازت بالجائزة الأولى فى مسابقة فنية أقيمت فى القاهرة للفنانات تحت سن ٢٥ عامًا. وكانت ذروة مسيرتها المهنية فى مصر خلال معرضها الفردى الثانى بـ «جاليرى أخناتون» فى القاهرة ، ثم هاجرت روز إلى سويسرا عام ١٩٦٤، لتتوفى عام١٩٨٧

أما الفنان أوسكان تشيمشيديان، فقد وُلد عام ١٨٦٧، واشتهر برسم لوحاته الشرقية التى تمثل عناصر الإبل، والخيول، والمعابد، والأهرامات والشخوض ذات الملامح العربية. وحازت لوحاته بإقبال واسع من قبل المهتمين عند عرضها للبيع فى «صالات المزادات».

يستقبل معرض «أحلام أرمينية» زواره بـقاعة «ليوان» فى الزمالك حتى الثامن من فبراير المقبل.

أوسكان تشيمشيديان وتفاصيل ناطقة فى لوحته

جميلات ساهكيان

https://gate.ahram.org.eg/daily/News/929506.aspx

Share This