السفير الأذري في الكويت ويعطي معلومات خاطئة للاعلام العربي ويؤكد أن أذربيجان تشتري الأسلحة من إسرائيل للدفاع عن نفسها

نشرت جريدة الانباء الكويتية لقاء خاص مع سفير أذربيجان في الكويت وقد احتوى الحوار على أفكار مغايرة للحقيقة تجدر الاشارة اليها.

في البداية أكد السفير أن أذربيجان حصلت على صفقة اسلحة من اسرائيل، حيث أشار أن ذلك يأتي في إطار تعزيز التسلح العسكري، خصوصا ان «جزءا من بلادي محتل» مرجعا سبب التعاون الاذري مع اسرائيل الى «التسعينيات حين احتلال ارمينيا لاذربيجان» مشيرا الى انهم كانوا يحتاجون الى المساعدة وقتها «لان القرارت الاممية التي صدرت ودعت ارمينيا بمغادرة كاراباخ لم تنفذ».

وعن المستجدات بخصوص المفاوضات حول كاراباخ قال: «يوجد مقابلات متبادلة في اطار مجموعة مينسك المكلفة بتسوية النزاع، ونحن ننتظر التطورات»، مؤكدا عدالة قضيتهم التي تستند الى المبادئ الدولية، داعيا ارمينيا لاحترام وتنفيذ القرارات الاممية مشددا على ان «الارمن مروا من بلادنا فاعتبروها ارضهم واحتلوها».

وحول الموقف من أرمينيا جاء في اللقاء: “حسب الموقف الرسمي ايران تؤيد اذربيجان وتسمي ايران هذه القضية في المحافل الدولية بالاحتلال حيث انهم يدعون الارمن لسحب قواتهم العسكرية من الاراضي المحتلة، ولكن اشير الى ان هناك دولا لا تعترف بارمينيا كدولة ولا يوجد بينهم علاقات ديبلوماسية مثل السعودية تركيا وباكستان اما باقي الدول تقيم علاقات ديبلوماسية معها مثل ايران ولكن هذه الاخيرة اكثر من غيرها فالوضع الاقتصادي الحالي لارمينيا صعب للغاية وايران تساعدها في هذا المجال. وبحسب مجلة فوربس تحتل ارمينيا رقم واحد في العلاقات الاقتصادية والتجارية مع ايران ولكن في كل الاحوال نحن لا نتدخل بهذه العلاقات بين الدولتين فهذه امور خاصة بهم، واذكر ان الكويت مثلا لديها علاقات مع ارمينيا واقرأ في الصحف تصريحات السفيرين الارميني في الكويت والكويتي في ارمينيا يشددون على زيادة التعاون في مختلف المجالات، ولكن نحن ما يهمنا الموقف الرسمي فالكويت في كل المحافل الدولية تدعم قضيتنا وتؤيد موقفنا منها”.

وعن سؤال حول تأثير علاقات ايران مع ارمينيا على علاقة أذربيجان معها، أجاب: ” كسفير هناك رغبة للاهتمام ليس من الجانب الايراني فقط وانما من كل دول العالم بالقضية الاذرية وهي قضية اقليم ناغورني كاراباخ فالجميع يعمل لمصالح بلده وشعبه دائما بين ايران واذربيجان العلاقات ودية ولاتزال مستمرة حيث يوجد علاقات اقتصادية وتجارية ونحن دولتان جارتان وفي الداخل الايراني اذربيجانيون اكثر بـ 4 مرات من سكان اذربيجان ونحن لا نريد المشاكل معها”.

وفي إطار علاقة اذربيجان باسرائيل قال: “هذه مناسبة لشرح حقيقة الامر فمنذ عام 1991 اي في الوقت الذي احتلت فيه اراضي اذربيجان وقتل اطفالنا ونساؤنا وشيوخنا لم يكن لدى اذربيجان اي مقومات دفاعية لحماية نفسها فكيف ندافع عن انفسنا ونحن لا نمتلك الاسلحة سوى بندقية الصيد فقط والتي لم تكن متوافرة حتى لجميع الاذريين وانما لمن لديه ترخيص فقط وفي المقابل نواجه دبابات ومدافع فماذا علينا ان نفعل طلبنا المساعدة من العالم اجمع وتمت مساعدتنا من جانب الامم المتحدة باصدار اربعة قرارات حسب مجلس الامن «اربعة اوراق» في حين الدبابات تغزو بلدنا والاذريون يقتلون فليس لدينا القدرة للدفاع عن انفسنا في هذه الاوراق الاربعة، كررنا المطالبة بالمساعدة ومراجعتنا العالم اجمع فنحن نحتاج للدفاع عن انفسنا من هذه الاسلحة التي تفتك باهلنا وقلنا للمجتمع الدولي اننا لم نحصل الا على قرارات لم تنفذ على ارض الواقع فقدمت الشبكات الاسرائيلية نفسها للمساعدة واشترينا الاسلحة من اسرائيل فلهذا السبب اشترينا الاسلحة من اسرائيل وبعدها تم تأسيس وزارة الدفاع العسكرية وانشاء المصانع العسكرية باذربيجان فاصبحنا ننتج الاسلحة داخل اذربيجان، ولا بد ان اشير هنا الى وجود مواطنين اذريين يهود وكذلك ارمن يصل عددهم لنحو 30 الف ارمني كما يوجد كنائس ارثوذكسية وكاثوليك ومعبد لليهود”.

أما عن الصفقة الجديدة العسكرية الاذرية من اسرائيل فقال: “لا يوجد شيء نخفيه نحن الاذريين فاذربيجان مع ارمينيا في وضع وقف اطلاق النار ولا توجد عمليات عسكرية ولكن اراضينا محتلة وهناك حاجة لتجهيز انفسنا فلذلك نتسلح عسكريا باحدث الاسلحة فارمينيا مثلا حصلت على الاسلحة من قبل دول عدة ونحن من الضروري شراء الاسلحة للدفاع عن انفسنا واذا كانت هذه الاسلحة فقط متوافرة باسرائيل سنشتري منها واعطي مثالا هنا اننا نحتاج طائرات بدون طيار، تركيا بدأت بتصنيعها ونحن ايضا وتم عرضها في المعرض في الكويت وبالتالي نتساءل: من اين نشتري تكنولوجيا طائرات بدون طيار؟ فنحن نشتريها ومن ثم نصنع مثلها وهنا نود ان نسأل من يزايد على علاقتنا باسرائيل واسألهم: اين كنتم خلال 20 سنه عندما احتلت اذربيجان 20 % من اراضيها؟ “.

ورداً على سؤال الأنباء: “اجتمع رئيسا ارمينيا واذربيجان منذ مده بوساطة الرئيس الروسي السابق مدفيديف ولم يتم التوصل الى حل لقضية كاراباخ فهل ستطلبون تجديد الوساطة الروسية بعد وصول بوتين لبدء المفاوضات؟ وهل من جديد بخصوص هذا الامر؟”، رد السفير: “لا جديد في هذا الخصوص ولا بد ان اذكر هنا ان الارمن مروا بكاراباخ ووضعوا تمثالا لهم عن 150 سنة من مرورهم في كاراباخ، الان تم تدمير التمثال ليزيلوا كل ما يشير الى انهم مروا من كاراباخ ليعتبروها ارضهم في حين انهم استقطعوها من اراضينا واحتلوها، اما بالنسبة للموقف الروسي فروسيا تؤيد تسوية النزاع في اطار المبادئ الدولية وتم توكيل تسوية النزاع لمجموعة المينسك التي تتضمن 11 دولة منها روسيا وفرنسا واميركا وهناك في هذا المجال مقابلات متبادلة ونحن ننتظر”.

أما إن كانوا يجدون تقصيرا دوليا نحو قضيتهم، أجاب السفير: “موقفنا موقف عادل فنحن نستند الى القواعد والقوانين والمبادئ الدولية ولكن يجب سؤال الارمينيين: لماذا لا يطبقون المبادئ الدولية؟ لان المسؤولين الارمن بدءا بالرئيس الارميني والمسؤولين يؤكدون في تصريحاتهم انهم يؤيدون المبادئ الدولية ولكن في الواقع هناك قرارات من منظمة الامم المتحدة وتوصيات من الاتحاد الاروروبي يجب ان تنفذ”.

بطبيعة الحال يبدو جلياً التأويل الخاطئ لسفير أذربيجان فيما يتعلق بالعلاقات مع اسرائيل، والتناقض ما بين فكرة التسلح من اسرائيل والدفاع عن القضية الفلسطينية. كذلك فيما يخص فكرة أن «الارمن مروا من بلادنا فاعتبروها ارضهم واحتلوها» أو أن “الارمن مروا بكاراباخ”، والتي تبين عدم معرفته بتاريخ البلاد والمنطقة، وأن أرتساخ أو كاراباخ كانت جزء لا يتجزأ من أرمينيا تاريخياً حتى قبل الميلاد. وهذا ما نعنيه بالتضليل الاعلامي الذي يتقنه الأذريون ويبثونه في الاعلام العربي لكي يتم تحريف الحقائق التاريخية الخاصة بتاريخ الأرمن وأرمينيا وأرتساخ.

ويمكن قراءة الحوار على الرابط التالي:

http://www.alanba.com.kw/ar/kuwait-news/official/297914/%D8%B3%D9%81%D9%8A%D8%B1-%D8%A3%D8%B0%D8%B1%D8%A8%D9%8A/

ملحق أزتاك العربي

Share This