حسابات تركية للعاملين الكردي والروسي

قرار إغلاق المجال الجوي أمام تركيا من قبل العراق مرتبط بعدة ظروف. لكن عندما يتم الاعلان عن توقف الطيران بين أربيل-استنبول أو أربيل-أنطاليا فيتضح أن المسألة مرتبطة بالعامل الكردي بشكل مباشر.

فقد تم تسليط الأضواء من جديد على التحركات التي يقوم بها المتمردون الأكراد على الأراضي التركية، والآن يتم اتخاذ خطوة استباقية من قبل الجانب الكردي لإغلاق المجال الجوي أمام تركيا.

من الممكن أن يكون هذا القرار مؤقتاً الى أن يتم اتخاذ اجراءات مناسبة لتهدئة الوضع. والتعليقات غير الرسمية متعددة. بينما ترجع وسائل الاعلام التركية ما حدث الى عدم موافقة بغداد حيال مشروع الغاز من إربيل الى تركيا، والسلطات الجوية العراقية تتحدث عن أعطال تجهيزات المراقبة.

في مقابل ذلك، يعقّب الطرف التركي عن سبب وقف الطيران في تلك الحالة باتجاه تركيا والسعودية فقط. ولاحقاً، أفاد رئيس وزراء العراق دون الاشارة الى إغلاق المجال الجوي بأن العراق لا تستطيع الوقوف مكتفة الأيدي أمام الهجوم الجوي الذي ينفذ في الأراضي الشمالية من بلادها.

فمن أجل إجراء المتابعة الصحيحة يتطلب ذلك وقتاً معيناً. لنحاول أن نرى الأحداث الجارية من وجهة مغايرة، تلك التي لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة مع سياسة قادة أنقرة.

فالاعلام الغربي يسعى جاهداً للاقناع قبل انتهاء فترة مهمة المراقبين والوسطاء بأن الحلقة التي تحيط بالسلطات السورية ضاقت أكثر، وأن القوى المعارضة تسيطر على بعض أحياء العاصمة.

تشير كافة المعطيات بأن السيطرة قد خرجت من حدود سوريا، وحدود التصادم السياسي والمسلح بين السلطة والمعارضة، ولم تأخذ فقط بعداً إقليمياً بل باتت على الجدول الدولي.

هكذا، تعتبر موسكو أن سوريا هي قاعدة عسكرية لها في الشرق الأوسط، وتعتبر سقوط النظام فشل لها أو تنازل عن موقعها. ومن جهة، تقترب السفن الحربية الروسية من الساحل السوري، ومن جهة أخرى، تعلن الناتو أنها صعدت من مواقبة السفن الروسية. فالمشكلة إذاً تعدت حدود العالم العربي وتعتمد مباشرة على مجلس الأمن والناتو وروسيا.

لنعد الى تركيا، يصل أردوغان الى موسكو، ومن المتوقع أن يقدم اقتراحاً الى الكرملين، فالمواقف التركية تتأرجح، وهناك تضارب بين الهيئة العسكرية والجناح السياسي في تركيا. ربما هذا ليس أمراً أساسياً بقدر حسابات تركيا حيال العامل الروسي.

تصريح داوود أوغلو بالفشل ونفي تحطم الطائرة التركية هي مظاهر للتقهقر. والمهم، ما هو الاقتراح الذي سيقدمه رئيس الوزراء أردوغان للقادة في موسكو؟

تعد المظاهر الكردية التي ظهرت في الأراضي التركية، والآن إغلاق المجال الجوي مع إربيل مشاكل تلزم المسؤولين في أنقرة أن تأخذ بالحسبان العامل الكردي إضافة الى العامل الروسي. فالرياح الربيعية حديثة الشكل ليست محكومة بالبقاء في السماء العربي.

 

شاهان كانداهاريان

رئيس تحرير جريدة “أزتاك” الأرمنية

Share This