الطورانية التركية مازالت بعين اردوغان وامثاله

الطورانية التركية ما زالت بعين أردوغان وأمثاله … من المتوقع جداً أن يصدر مثل تلك التصريحات من ما يسمى بالرئيس الوزارة التركي أردوغان ضد الكورد الايزيدية  من خلال تلك العبارات التافهة التي لا صلة تلك العبارات  بالإنسانية إنسان وكرامته من خلال تصريحاته الطائفية والمزيفة باعتبار الايزيدية كفار (ولا صلة لهم بالله) بسبب انعقاد كونفرانس أو مؤتمر باسم الكورد الايزيديون في ديار بكر في تركيا، لان لدى حكام تركيا منذ تأسيس الإمبراطورية العثمانية التي كانت البلدان والأقوام الشرق الأوسط خاضعة أو تحت سيطرة تلك الإمبراطورية العثمانية أكثر من 400 عام، وكذلك الدولة التركية التي تأسست منذ عام 1923م على يد مصطفى كمال أتاتورك المؤسس الدولة التركية الحديثة النزعة الشوفينية التركية المعروف ب (الطورانية التركية) التي من خلالها يعتبرون الأتراك أنفسهم الأولى على بقية الشعوب المنطقة ، والأقوام الأخرى ثانياً كالكورد والعرب والأرمن …الخ، ومن خلال تلك نزعة الشوفينية أيضا لا يعترفون بغير قوم غير قوم الترك على ارض تركيا من ناحية الحقوق السياسية والقانونية والثقافية والاجتماعية والدينية، والإبادة الأرمن والايزيدية سابقاً وعدم اعتراف بالقومية الكوردية دليل واضح على ذلك، فيبدو أن السيد أردوغان يريد أن يعيد تلك الطورانية الشوفينية من جديد في زمن التي اتفقت المجتمع الدولي اجمع بأن لا يجوز تهميش وإقصاء وإساءة أي قوم من الأقوام على ارض في العالم، وعلى اعتبار أن تركيا عضو من أعضاء الأمم المتحدة وصادقت على ميثاقها حيث جاءت في ديباجته (الإيمان بالحقوق الأساسية وبكرامة الفرد وقدره وبما الرجال والنساء والأمم كبيرها وصغيرها من حقوق متساوية)، إضافة إلى المادة الأولى التي تناولت مقاصد الأمم المتحدة فنصت في الفقرة الثالثة (على تحقيق التعاون الدولي …وعلى تعزيز احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية للناس جميعاً والتشجيع على ذلك إطلاقاً بلا تمييز بسبب الجنس أو اللغة أو الدين ) إضافة إلى الإعلان العالمي للحقوق الإنسان لعام 1948، والتي صادقت تركيا أيضا على تلك الإعلان، حيث تناول الإعلان في ديباجته (المساواة في الحقوق الإنسانية على أساس الحرية والعدل والسلام)، حيث تم تقنين هذه الحقوق في ثلاثين مادة ، وبالرغم من عضويتها تخالف تركيا جميع تلك المبادئ وعلى رأسهم أردوغان، وهذا على المستوى حقوق الإنسان ضمن الأطر المجتمع الدولي.

أما على المستوى الديني، فمن مستغرب ومؤسف يعتبر أردوغان نفسه ضمن التيار الإسلامي المعتدل، والذي يقول في احد مستوياته كالمستوى الإسلامي (رفض التطرف الإسلامي مقابل رفض التطرف العلماني)، ويقول ينبغي على تركيا أن تحلها مشاكلها مع دول الشرق الأوسط ومن ضمنهم شعوب تلك الدول باعتمادها على نظرية (السياسة الخارجية التركية يساوي المشاكل صفر)، ويقود في نفس الوقت حزب باسم الحزب العدالة والتنمية، ويتكلم عن العدالة الاجتماعية وحرية وحقوق الإنسان ، وفي نفس الوقت أيضا يهاجم ديانة مسالمة أي الديانة الايزيدية التي تؤمن ب(الله الواحد الأوحد الذي لا شريك له)، وتلك الديانة التي ظلمت وقتلت وهجرت على مر سنين تحت ظلم و قمع وبطش الحكومات التركية المتعاقبة، إضافة إلى ذلك وباعتبار أردوغان نفسه شخص معتدل ، فأن العدل شرط من شروط تولية الحاكم في الإسلام، وواجب من واجباته ، وباعتباره أيضا يقود نظام السياسي الإسلامي في تركيا تحت مظلة الحزب العدالة والتنمية، فمن واجب عليه أن يساهم في تأسيس العلاقات بين الأفراد على مجموعة مبادئ إنسانية التي تعتبر من مبادئ الأساسية في حكم الإسلام، ومن أبرزها

1- مبدأ الإخاء البشري العام : فقد قرر الإسلام أن البشر جميعا أبناء رجل واحد وامرأة واحدة ، فالإخاء الإنساني من المبادئ الأساسية في الإسلام ، وفي ذلك يقول سبحانه وتعالى (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً ونساء)، ويكرر الرسول (ص) وحدة الأصل البشري والإخاء الإنساني في أحاديثه ، فيقول (الناس من ادم وادم خلق من تراب).

2- مبدأ المساواة الإنسانية: الذي قرره الإسلام ونادى به، وأساسه إن الإسلام يحترم الإنسان ويكرمه من حيث هو إنسان من أي سلالة أو لون أو قوم، مسقطاً كل أنواع التفرقة بين البشر، وفي ذلك يقول سبحانه وتعالى (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقكم) ، ويكرر الرسول(ص) في قوله (لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأعجمي على عربي إلا بالتقوى).

ومن هنا، ومن خلال تلك المبادئ نقول للاردوغان أن كان يعتبر نفسه مسلم معتدل وحقيقي أن يراجع نفسه وأن يلتزم بتلك المبادئ الدينية والمبادئ الحقوق الإنسان العالمي، لا أن تكون تلك المبادئ شعارات فقط ضمن شعارات أخرى لحزبه لخدع الشعب والرأي العام التركي. ومن هنا أيضا نضم صوتنا إلى صوت الكتاب والأساتذة الذين سبقونا باستنكار وإدانة تلك التصريحات من جهات العليا سوء كان على المستوى الحكومي والديني ومجتمع الايزيدي خارج وداخل العراق وعلى كافة الأصعدة لان زمن التهميش والإقصاء وأساءه قوم ما ولت، ويجب علينا جميعاً أن نتكاتف الجهود ووقوف بوجه تلك الأفعال بحقنا.

هژار الخورزاني

منتدى انا حرة

 

Share This