تركيا والتطورات المصرية

فاهرام إيميان

إن سقوط حكم الإخوان المسلمين في مصر الذي دام عاماً واحداً سيجد حتماً تأثيره على الساحة السياسية في المنطقة.

وتأتي أول إشارة لذلك التطور من استنبول خلال انتخابات رئاسة مجلس الائتلاف الوطني للمعارضة السورية بعد إخفاق المرشح المدعوم من قطر الداعمة للاخوان المسلمين في مصر، وفوز المرشح المدعوم من السعودية التي رحبت بالانقلاب الذي نفذه الشعب المصري على يد الجيش.

رحب كل العالم العربي “بانتصار الشعب المصري” لكن الغرب لم يدن ذلك. فقط تركيا اعتبرت ذلك التطور غير مقبولاً. والسبب هو أن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا لديه علاقات وطيدة مع الجناح السياسي للإخوان المسلمين في مصر.

وكان رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان قد قام بتعيين موفد لتعزيز علاقات أفضل مع مصر، وكانوا مستشاريه يقومون بزيارات اسبوعية دورية الى القاهرة لاعطاء مشورات حول الإدارة لأخوانهم المسلمين في مصر.

كما أن حزب أردوغان شجع رجال الأعمال الأتراك للاستثمار في مصر، وخصصوا مليارين دولار لذلك…

إن السلطات التركية كانت تسعى جاهدة لكي تتبنى مصر البدعة التركية وتكون الوحيدة في نوعها، بل لتكون إنجازاً مهماً لقيادة “العثمانية الجديدة” لأنقرة نظراً لموقع مصر في العالم العربي. ولهذا السبب كتب نائب رئيس الحزب الحاكم على موقع التواصل الاجتماعي “أنا ألعن الثورة في مصر”…

من المؤكد أن السلطات التركية متخوفة من أن التطورات في مصر يمكن أن تشجع مظاهرات “حديقة كيزي” وتعطيها دفعاً جديداً…

إن العلاقات الوطيدة بين الإخوان المسلمين وتركيا، والمواقف الحادة تستثني إمكانية توطيد علاقات مماثلة وفي نفس المستوى مع الجيش المصري أو القوى العلمانية. والأكثر من ذلك، المواقف التركية المتوترة في العالم العربي تخلق تحفظات تجاه أنقرة لدى الدول المعارضة لمنظمة الاخوان المسلمين وعقيدتها.

أما تحول الأحداث في مصر الى حرب أهلية يمكن أن يضر بالسياسة الخارجية التي تتبعها تركيا في الشرق الأوسط، لأن تطور مماثل يشمل بين جنباته خطر جر تركيا لمواجهة مباشرة مع العالم العربي.

Share This