أردوغان وجرائم الأتراك في مصر قبل 500 عام!

ناصر عراق

يبدو أن التصريحات الموتورة للسيد أردوغان رئيس وزراء تركيا بخصوص ما يجري في مصر تكشف مدى الخسارة التي تكبدها حزبه إثر سقوط نظام الإخوان في القاهرة، إذ كان أردوغان يحلم بفرض هيمنته على مصر في ظل حكم الإخوان، مثلما فعل جدّ له من قبل يقال له السلطان سليم الأول منذ 500 عام تقريبًا!

تعالوا أقل لكم ماذا فعل الجيش العثماني (التركي) في مصر من خلال مؤرخ عظيم شهد بنفسه الجرائم والمصائب التركية. هذا المؤرخ اسمه محمد بن أحمد بن إياس الحنفي المصري صاحب كتاب (بدائع الزهور في وقائع الدهور).

في هذا الكتاب المذهل يشرح لنا ابن إياس الجرائم الشنيعة التي ارتكبها السلطان العثماني (التركي) سليم الأول وجنوده عندما احتلوا مصر في عام 1517 مطيحًا بحكم دولة المماليك الجراكسة.

اقرأ معي ما كتبه ابن إياس (1448/ 1523) وكان شاهد عيان لهذه الوقائع الخسيسة : (ولما شق (دخل) السلطان سليم شاه من القاهرة.. كان ينادي كل يوم في القاهرة بالأمان والاطمئنان، والنهب عمال من جماعته ولا يستمعون لمناداته، وحصل للناس منه الضرر الشامل، ومما أشيع عنه أنه قال في بعض مجالسه بين أخصائه وهو بالشام: إذا دخلت إلى مصر أحرق بيوتها قاطبة وألعب في أهلها بالسيف).

ويضيف ابن إياس: (ولما زاد ضرر العثمانية بالقاهرة.. وصار أهل مصر تحت أسرهم.. فانفتحت للعثمانية كنوز الأرض بمصر من نهب قماش وسلاح وخيول وبغال وجوار وعبيد وغير ذلك من كل شيء جليل، وظفروا بأشياء لم يظفروا بها قط في بلادهم، ولم يروها قبل ذلك ولا أستاذهم الكبير).

ثم يواصل ابن إياس بأسى: (ثم أن العثمانية طفشت في جميع الحارات والأماكن، وحطوا غيظهم في العبيد والغلمان والعوام وغيرهم.. ولعبوا فيهم بالسيف، وراح الصالح بالطالح، وربما عوقب من لا ذنب له، فصارت جثثهم مرمية في الطرقات من باب زويلة إلى الرميلة، ومن الرميلة إلى الصليبة إلى قناطر السباع إلى الناصرية إلى مصر العتيقة. فكان مقدار من قتل في هذه الواقعة من بولاق إلى الجزيرة الوسطى إلى الصليبة فوق العشرة آلاف إنسان في مدة هذه الأربعة أيام، ولولا لطف الله تعالى لفني أهل مصر قاطبة بالسيف).

(ثم أن العثمانية صارت تكس (تهجم) على المماليك الجراكسة في البيوت والحارات، فمن وجدوه منهم ضربوا عنقه، وكذلك الجوامع الكبار والمدارس والزوايا، فهجموا على الجامع الأزهر وجامع الحاكم وجامع ابن طولون وغيرها وقتلوا من وجدوه من المماليك الجراكسة فيها).

هذه بعض جرائم الأتراك عندما احتلوا مصر قبل 500 عام، فهل يا ترى كان أردوغان يرتب لاحتلال مصر بمساعدة الإخوان؟

البوابة نيوز

Share This